هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن ابن طهمان صدوق تغير واختلط كما قال الحافظ في "التقريب" (ص ٢٨٧) واختلاطه قبل موته بعشر سنين كما قال ابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٩) ولم أر من نص على وفاته تحديدًا في كتب الوفيات والتواريخ والاختلاط حتى نعلم من حمل عنه قبل أو بعد الاختلاط؛ إلا أن وكيعًا متقدم الوفاة وأعلى طبقة من ابن قادم فلعل أخذه كان مبكرًا. والحديث لا يصح مرسلًا ولا موصولًا، ورواية الوصل فيها عطية العوفي وهو ضعيف مشهور بالتدليس. وقد عنعن في إسناد هذا الحديث. وتكلم الأئمة في روايته عن أبي سعيد خاصة، هل يعني به الكلبي أو الخدري ﵁. فذهب أحمد كما في "العلل ومعرفة الرجال" (١/ ٥٤٨)، وابن حبان فى "المجروحين" (٢/ ١٧٦) إلى أنه يكني الكلبي أبا سعيد إيهامًا منه أنه الخدري، وهو ما يسمى بتدليس الشيوخ. لكن خصه الحافظ ابن رجب فيما يرويه عن أبي سعيد في التفسير خاصة، أما المرفوع كما هو الحال هنا فإنما يقصد الخدري والله أعلم. "شرح علل الترمذي" (٢/ ٦٩٠). ومهما يكن من شيء فهو ضعيف مشهور بالتدليس القبيح كما قال الحافظ في "تعريف أهل التقديس" (ص ٥٠). وقد عزاها المناوي في "فيض القدير" (٥/ ٣١٥) للسهيلي والحاكم من حديث أبي سعيد، وقال: "إسناده فيه ضعفاء". ورمز له السيوطي بالضعف في "الجامع الصغير" (٢/ ٤٥٦). والأثر يروى معضلًا من حديث الحسن بن صالح قال ابن المبارك: ثنا الحسن بن صالح أنه بلغه أن النبي ﷺ قال: فذكره … أخرجه في "الزهد" (ص ٣٨)، برقم (١٥٢). ويروى من قول سفيان الثوري أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٢٩٢) قال: ثنا القاضي: ثنا محمد بن أيوب: ثنا عبد الرحمن بن سلم: ثنا يحيى بن ضريس قال: سمعت سفيان الثوري يقول: فذكره إلا أنه قال "تعقل" بدل "تعلم" وتعقلون بدل "تعلمون". وعبد الرحمن بن سلم أظنه (سلمة) لأني لم أر في تلاميذ ابن الضريس ولا من مشايخ محمد بن أيوب من هو بهذا الاسم والذي وجدته هو عبد الرحمن بن سلمة. ترجمه ابن أبي حاتم كما في "الجرح والتعديل" فقال: عبد الرحمن بن سلمة الرازي =