وأعلها الدارقطني بما سبق فقال: "ولم يتابع على ذكر علقمة -أي: العبدي-، وأحسب ابن نمير حدث به قديمًا، فذكر فيه علقمة، ثم سكت عن ذكره بعد ذلك؛ لأن كل من رواه عنه من المتأخرين لم يذكره عنه"، "العلل" (٥/ ٤٢). فالصواب في روايته بدون ذكر علقمة والحديث بهذا السند منكر لتفرد نهشل به. سئل أبو حاتم كما في "العلل" (٥/ ١٢٩) عن هذا الأثر والحديث فقال: "هذا حديث منكر، ونهشل بن سعيد متروك". قلت: وكذبه الطيالسي وإسحاق بن راهويه كما في "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٩٦). وقال أبو داود ليس بشيء. "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٤٤). وتكلم بعضهم في وروايته عن الضحاك ورواية معاوية عنه -كما هو الحال في هذا الحديث-. قال البخاري: روى عنه معاوية مناكير. "التاريخ الكبير" (٨/ ١١٥) وقال النقاش: روى عن الضحاك الموضوعات. وقال الحاكم: روى عن الضحاك المعضلات. "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٤٤). وقال الحافظ: متروك وكذبه ابن راهويه. "التقريب" (ص ١٠٠٩). وأورد الحديث والأثر البوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ١١٤) وضعفه به. لكن للشطر الثاني منه -أي: المرفوع- شواهد من طرق عدة منها ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٤٤٤) وعنه البيهقي في "الشعب" (١٢/ ٥٤١)، (ح ٩٨٥٧) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن عمر بن محمد بن زيد عن نافع عن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "من جعل الهموم همًا واحدًا كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك". ورواه البيهقي في "الزهد" (ص ٦٦)، (ح ١٦) من طريق غسان بن الربيع عن أبي عقيل به .. وزاد في إسناده: عبد الله بن دينار فقرنه مع نافع. وهو بذلك قد خالف سعيد بن سليمان وهو ثقة حافظ كما في "التقريب" (ص ٣٨٠) فمخالفته لسعيد غير مقبولة لضعفه فقد ضعفه الدارقطني كما في "سننه" (٢/ ١٢٠) وأقره الذهبي في المغني (٢/ ٩٥). فالمحفوظ عن عقيل هو الأول كما في "المستدرك". قال الحاكم عقبه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي، وهما متعقبان؛ فإن في الإسناد راويًا أجمعوا على ضعفه وهو أبو عقيل، واسمه يحيى بن المتوكل، يقال له: المكفوف؛ ضعفه ابن المديني، =