انظر: "تاريخ ابن معين" برقم (٢٢٤)، "تهذيب الكمال" (٥/ ٢٥٦)، "التقريب" (ص ٢١١). وقال الترمذي في "جامعه" (٣/ ٦٢٣)، (ح ١٣٣٧): هذا حديث حسن صحيح. وصححه عبد الحق الإشبيلي ووافقه ابن القطان كما في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٥٤٨). وأورده ابن الملقن في "البدر المنير" (٦/ ٤٦٩) من رواية الطبراني وقال: إسناده جيد. وقد خولف الحارث بن عبد الرحمن من قبل الحسن بن عثمان وعمر بن أبي سلمة: فأما رواية الحسن بن عثمان فهي عن عمه أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا بلفظ: "الراشي والمرتشي في النار". أخرجها البزار في "المسند" (٣/ ٢٤٧)، (ح ١٠٣٧). ووقع التصريح بالسماع عند الطبراني في "الدعاء" (ص ١٧٣٩)، (ح ٢٠٩٨) عن أبي سلمة سمعت أبي عبد الرحمن بن عوف: … فذكر الحديث. والحسن بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف ذكره البخاري في "التاريخِ الكبير" (٢/ ٣٠٠)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ٢٥) ولم يذكرا فيه شيئًا. فمثله لا يقوى لمخالفة الحارث بن عبد الرحمن وهو صدوق. فحديثه بهذا الإسناد منكر لا يصح، وقد أعله الدارقطني في "علله" فقال (٤/ ٢٧٤): خالفه -أي: الحسن بن عثمان- الحارث بن عبد الرحمن، فرواه عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ. وهو أشبه بالصواب. وأعلها أيضًا ابن حيان في "أخبار القضاة" (١/ ٤٨) فقال: "قول أبي سلمة: سمعت أبي، غلط؛ لأن الحفاظ وأصحاب الحديث ذكروا أن أبا سلمة لم يسمع من أبيه، وأن عَبْد الرحمن مات وأَبُو سلمة ذو أربع سنين". وأشار الترمذي إلى تضعيفها -أي رواية الحسن بن عثمان- بقوله في "جامعه" (٣/ ٦٢٣)، (ح ١٣٣٧) وروي عن أبي سلمة عن أبيه -عبد الرحمن بن عوف- عن النبي ﷺ ولا يصح .. ثم نقل عن الدارمي صاحب المسند فقال: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول حديث أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ أحسن شيء في هذا الباب وأصح. وفهم الحافظ ابن حجر من عبارة الدارمي هذه تقويته لحديث الحارث بن عبد الرحمن =