ثم إن فيه انقطاعًا؛ فإن ابن عياش لم يرو عن عبد الله بن يزيد المدني، وبين وفاتيهما ستون عامًا. وهو مدني، ورواية ابن عياش عن غير الشاميين فيها تخليط؛ فهي مردودة، وقد حكم عليه الشوكاني بالوضع كما في "الفوائد المجموعة" (١/ ٢٤٧)، برقم (٥٦٦). (١) الكُندر بالضم كما قال صاحب "التاج" (١٤/ ٧١) وهو اللّبان، ضرب من العِلْك، وبعض أهل اللغة من يفرق فيقول: منه ما هو حب يؤكل ويمضغ كالعلك، ومنهم من يجعله ضرب من البخور؛ ولذا قال صاحب "تاج العروس" (٣٠/ ٤١٤): الكُنْدُرُ الذي يتَدَخَّنُ به اليَهودُ، وحَبُّهُ يُجْعَلُ في الدَّواءِ … وهو صَمْغُ شجرَةٍ … أَحْمَرُ طَيِّبُ الرّائِحَةِ. وزاد الأمر وضوحًا عندما قال: القلف: قشر شجر الكندر الذي يُدخّن به. "تاج العروس" (٢٤/ ٢٨٢). فيتبين أن شجر الكندر له استعمالان، حبه في الدواء يمضغ، وهو ضرب من العلك، ويستعمل قشره في البخور؛ من أجل التطيب، وقد أطنب الأطباء في فوائد أكل اللبان. وانظر: "زاد المعاد" (٤/ ٣٨٧). (٢) هو نوع من البخور ينسب إلى مدينة جاوة، ويستعمله المغاربة في المناسبات الدينية، في ليلة القدر من شهر رمضان مثلًا. (٣) "مناقب الشافعي" (٢/ ١١٩) رواه من طريقين عنه والتي أشار إليها وهي طريق ابن عبد الحكم رواها بلا سند، والأخرى رواها عن أبي عبد الله الحافظ: أخبرنا أبو الوليد الفقيه قال: سمعت أبا عبد الله العبدوي يحكي عن ابن أبي داود عن هارون بن سعيد قال: قال لنا الشافعي … ورواه ابن أبي حاتم في كتابه آداب "الشافعي ومناقبه" (ص ٣٥) عن أبيه عن هارون بن سعيد الأيلي قال: قال لنا الشافعي: "أخذت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة". وسنده صحيح. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٩/ ١٣٦)، وابن عساكر في "تاريخه" (٥١/ ٣٠٠) كلاهما من طريق ابن أبي حاتم به. (٤) هو: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري الفقيه ثقة من الحادية عشرة مات سنة (٢٦٨ هـ). "التقريب" (ص ٨٦٢). (٥) "عنه" زيادة من (م).