ويونس بن أبي إسحاق عند الطبراني في "الكبير" (٢٣/ ١٧٣)، (ح ٢٧١)، و"الأوسط" (٦/ ٧٥)، (ح ٨٥٣٥) وفيه ضعف أيضًا. وعبد العزيز الدراوردي أخرجها الطبراني في "الكبير" (٢٣/ ١٧٦)، (ح ٢٧٤). ومحمد بن خازم أبو معاوية عند ابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ٤٣٦)، (ح ٨٥٣). فمدار الحديث على هشام بن عروة ومن ثم اختلف الرواة عنه، وقد أورد الدارقطني هذا الخلاف ثم قال: قول يونس ومن تابعه عن هشام هو الصواب. ومما يدل على ترجيح رواية عيسى ومن تابعه إخراج الشيخين لها في صحيحيهما. ثم إن حديث عيسى بن يونس عن هشام كوفي؛ قال أحمد: ما أحسن حديث الكوفيين عن هشام بن عروة أسندوا عنه أشياء. وآراء الأئمة في يونس أنه في الذروة من الضبط والإتقان، ولما سئل عنه أحمد قال متعجبًا: عيسى يُسأل عنه!. وقال عنه أبو زرعة: حافظ. وقال ابن سعد: ثقة ثبت. وقال ابن المديني: بخٍ بخٍ؛ ثقة مأمون. وكذا قال العجلي. انظر: الثقات للعجلي (٢/ ٢٠٠)، "الطبقات" (٧/ ٤٨٨)، "الجرح والتعديل" (٦/ ٢٩١)، "تهذيب الكمال" (٢٣/ ٦٢). وسعيد بن سلمة -الذي تابع يونس- من أهل المدينة ورواية أهل المدينة عن هشام أصح كما ذهب إليه الإمام أحمد حيث قال: رواية أهل المدينة عن هشام أحسن أو أصح. انظر: "شرح العلل" لابن رجب (٢/ ٦٠٥). ولعل سبب عزوفهما عن رواية من قصّر في إسناده، ممن لم يذكر عبد الله بن عروة بين هشام وعروة؛ أن هشامًا كبر فتغير بعض الشيء، فحمل عنه بعض الرواة مما وهم فيه، وهذا منها كما قال المعلمي، بل ذهب المعلمي أنه لم ينسب إليه الوهم إلا في هذا الحديث. وخلاصة القول أن من روى عنه في آخر حياته ليس كمن روى عنه في شبابه وحال قوته كما قال ابن رجب: قال يعقوب بن شيبة: "هشام مع تثبته ربما جاء عنه بعض الاختلاف، وذلك فيما حدث بالعراق خاصة، ولا يكاد يكون الاختلاف عنه فيما يفحش، يسند الحديث أحيانًا، ويرسله أحيانًا لا أنه يقلب إسناده، كأنه على ما تذكر من حفظه. يقول عن أبيه عن النبي ﷺ، ويقول عن أبيه عن عائشة عن النبي ﷺ، إذا أتقنه أسنده، وإذا هابه أرسله". عقّب ابن رجب بقوله: "وهذا فيا نُرَى أن كتبه لم تكن معه بالعراق فيرجعَ إليها، =