وأورده السيوطي -مرسلًا- في "الجامع الصغير" (٢/ ٤٠٠)، (ح ٦٤٢٣) ورمز له بالصحة. وقال ابن جرير في "تفسيره" (٢٠/ ٢١٣) حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ﴾ قال: وذُكر لنا أن نبيّ الله ﷺ كان يقول: "كُنْتُ أوَّلَ الأنْبِياءِ في الخَلْقِ، وآخِرَهُمْ فِي البَعْثِ". ورواه ابن أبي شيبة أيضًا في "مصنفه" (١٦/ ٤٩٠)، (ح ٣٢٤٢١) لكن: قال بُدِئ بي في (الخير) -وأظنها تصحفت عن (الخلق) كما هي عند ابن سعد وابن جرير ولم ينبه عليها محقق الكتاب الشيخ عوامة وهو الذي يقتضيه السياق- وهو مرسل صحيح السند عن قتادة .. ولذا فقد جنح ابن كثير في "البداية والنهاية" (٣/ ٥٣٥) إلى أن المرسل أصح؛ حيث أورد رواية سعيد بن بشير وخليد بن دعلج المرفوعة ثم عقب عليها برواية سعيد بن أبي عروبة المرسلة وقال: هذا أثبت وأصح. وكذلك ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص ٢٠٦) أوردهما؛ أي: -المرفوعة والمرسلة- وقال: المرسل أشبه. فتبين أن رواية سعيد وخليد المرفوعة منكرة لضعفهما ومخالفتهما لمن هو أثبت منهما وأوثق. وقد أورد الذهبي حديث سعيد بن بشير في ترجمته وعده من غرائبه. "ميزان الاعتدال" (٢/ ١٣٠). (١) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (١٨). (٢) قال الحافظ: ميسرة الفجر صحابي، ذكره البخاري والبغوي وابن السكن وغيرهم في الصحابة، وقد قيل إنه: عبد الله بن أبي الجدعاء الماضي في العبادلة، وميسرة لقب له. "الإصابة" (١٠/ ٣٦١). وعده ابن سعد من الصحابة أيضًا في "الطبقات" (٧/ ٦٠)، والحافظ يميل إلى أنه عبد الله بن أبي الجدعاء ففي "نزهة الألباب في الألقاب" (٢/ ٢٠٨) قال: ميسرة الفجر: هو عبد الله بن أبي الجدعاء فيما قيل، له صحبة.