والمطوّلة هي التي اعتمدها الحفّاظ في زوائدهم كالهيثمي والبوصيري وابن حجر. وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٥٢١)، (ح ٧٥٠٢) وعزاه له في "الكبير". لكن قد ساق الهيثمي في المقصد العلي في "زوائد أبي يعلى الموصلي" (١/ ٣٣٤)، وابن حجر في "المطالب العالية" (٨/ ٩٤)، (ح ١٥٦٦) إسناد أبي يعلى، وعندهما أن بين محمد بن إسحاق ومجالد راويًا اسمه: محمد بن عبد الرحمن. وهو: أبو الأسود المدني المعروف بـ (يتيم عروة)، ثقة كما قال الحافظ في "التقريب" (ص ٨٧١). وأورده أيضًا البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (٤/ ١٢٤)، (ح ٣٢٧٦) بإسناد أبي يعلى كما عند الحافظ. وهذا الأثر أخرجه البزّار كما في "مسنده" (١/ ٤٥٢)، (ح ٣٢٠، ٣٢١) قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي وكان من خيار الناس، قال: نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثني أبي عن محمد بن إسحاق عن محمد بن سعيد عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق … قال البزار: وقد حدثناه مرة أخرى -يعني شيخه- عن يعقوب عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن مجالد عن الشعبي عن مسروق، ولم يدخل بين ابن إسحاق وبين مجالد أحدًا، قال مسروق خطبنا عمر فقال: لا تغالوا بصدقة النساء … فذكره مختصرًا. ثم قال: "وهذا الحديث قد روي عن عمر من غير وجه، ولا نعلم يُروى عن مسروق عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وأخرجه الدارقطني في "علله" (٢/ ٢٣٩، ٢٤٠) من طريق يعقوب بن إبراهيم: ثنا أبي عن ابن إسحاق عن مجالد به، ولم يذكر بينهما أحدًا. ورواه من طريق آخر عن يعقوب بن إبراهيم: ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد عن مجالد به. ومحمد بن عبد الله بن سعيد لم أقف عليه في شيوخه. ومما يتبين أن محمد بن إسحاق مرة يرويه عن مجالد بلا واسطة، ومرة يذكر الواسطة مع اختلاف اسم الراوي، وهذا مما لا يُقبل؛ لا سيما وأنه مجروح؛ فقد قال فيه الحافظ الذهبي كما في "الميزان" (٣/ ٤٧٥): فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة؛ فإن في حفظه شيئًا. وهو مع تفرده قد خالف في إسناده من هو أثبت وأرجح منه، وهو هشيم بن بشير؛ =