وقال ابن عدي: وعامة حديثه ورواياته عمن يروي عنهم مما لا يتابعه أحد عليه. انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ٤٥٥)، "الكامل" (٣/ ١٢٧)، "تهذيب التهذيب" (١/ ٥٩٠). وبه أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٠٨) فقال: رواه الطبراني وفيه الربيع بن بدر، وهو متروك الحديث. ثم إنه خولف فيه؛ خالفه جعفر بن سليمان الضبعي عند أحمد في "الزهد" (ص ٢١٩) فقال: حدثنا يونس بن عبيد عن رجل عن عمار بن ياسر أنه قال: كفى بالموت واعظًا وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلًا. هكذا خالفه جعفر في إسناده ورفعه: وذلك أنه رواه موقوفًا من قول عمار، وأبهم الواسطة بين عمار ويونس بن عبيد، وهذه أصوب لأن جعفر الضبعي صدوق وذاك متروك فروايته منكرة. ورواه ابن أبي الدنيا في "اليقين" (ص ٤٦)، (ح ٣١) من طريق جعفر به موقوفًا. ولم يقل: عن رجل، بل قال: عمن سمع عمّار بن ياسر. فالإسناد ضعيف؛ لجهالة الواسطة بين يونس وعمّار. ولو قلنا بأنه الحسن البصري فإنه منقطع بين الحسن وعمار وبقية رجاله ثقات. ورُوي أيضًا موقوفًا على ابن مسعود بلفظه كاملًا، وأبي الدرداء مقتصرًا على: كفى بالموت واعظًا. فأما رواية ابن مسعود فهي عند ابن المبارك كما في "الزهد" (ص ٣٧). قال: أنا مالك بن مغول قال: قال ابن مسعود: فذكره … وهو منقطع ظاهر الانقطاع؛ فإن مالك بن مغول من أتباع التابعين. وأما قول أبي الدرداء، فقد أخرجه أبو داود في "الزهد" (ص ٢٢٢)، (ح ٢٦١) عن حجاج بن محمد، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢١٧)، عن الهيثم بن خارجة كلاهما (حجاج والهيثم) قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم الخولاني الشامي وعبد الله بن عبيد الكلاعي أن أبا الدرداء كان إذا رأى جنازة قال … وفيه: كفى بالموت واعظًا. وسنده منقطع؛ فإن شرحبيل لم يسمع من أبي الدرداء. انظر: تحفة التحصيل (ص ١٤٦). وعبيد الله الكلاعي صدوق ليس تابعيًا؛ عده ابن حجر من السادسة. "التقريب" (ص ٦٤٢). وله طريق آخر عن أبي الدرداء. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (٤٧/ ١٩٤) من طريق لقمان بن عامر عن أبي الدردا =