كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ثلاثة: الرجل يُكثر النوم بالنهار ولم يصلِّ من الليل شيئًا، والرجل يكثر الأكل ولا يسمي الله على طعامه ولا يحمده، والرجل يكثر الضحك من غير عجب؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب وتورث (١) الفقر".

وللطبراني (٢) وابن لال (٣) من حديث أبي ذر أنه ﷺ قال له: "يا أبا ذر

(١) في (م): "تكثر" على خلاف الأصل و (ز) و (د) وهي كذا بالمصدر.
(٢) في "المعجم الكبير" (٢/ ١٥٧)، (ح ١٦٥١) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني: حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر به في حديث طويل مشتمل على وصايا من النبي ﷺ لأبي ذر ﵁، ومنها: "لا تكثر الضحك؛ فإنه يميت القلب ويُذهب نور الوجه".
وفيه أيضًا: "عليك بالصمت إلا من خير فإنه مردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك … ".
(٣) لم أقف على كتابه، وابن لّال إمام فقيه محدث تقدم التعريف به عند حديث رقم (٨).
وروى الحديث أيضًا ابن حبان في "صحيحه" (٢/ ٧٦)، (ح ٣٦١)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (ص ٣٤)، (ح ١) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٦٦)، والشجري في "أماليه" (١/ ٢٠٣)، وابن عساكر في "تاريخه" (٢٣/ ٢٧٦) من طرق عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني به.
وإسناده واه؛ لأن مداره على إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال عنه أبو زرعة: كذّاب. "العلل المتناهية في العلل الواهية" (٢/ ٢٩).
وكذبه أبو حاتم أيضًا، وترك التحديث عنه، وقد روى عنه قصة بيّن فيها كَذِبَه، وقال: أظنه لم يطلب العلم.
وقال ابن الجنيد: صَدَقَ أبو حاتم؛ ينبغي أن لا يُحَدَّث عنه.
وتعجب الذهبي من إخراج ابن حبان هذا الحديث في "صحيحه" من طريق إبراهيم الغساني فتعقبه بقوله: أحد المتروكين الذين مشّاهم ابن حبان فلم يصب!
انظر: "الجرح والتعديل" (٢/ ١٤٢)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٧٢)، (٤/ ٣٧٨).
وللحديث طريق آخر عن أبي ذر، رواه البيهقي في "الشعب" (٧/ ٢١)، (ح ٤٥٩٢)، والجريري في "الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي" (٣/ ٤٧٥)، وابن عساكر في "تاريخه" (٢٣/ ٢٧٨) كلهم من طريق يحيى بن سعيد السعدي عن عبد الملك بن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي ذر به بنحوه مختصرًا وفيه: "إياك وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه".
ويحيى بن سعيد السعدي هذا، قال عنه ابن حبان: شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات؛ لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. =