وانظر لها: "تهذيب الكمال" (٢١/ ٨٧ - ٨٩)، رقم (٤١١٧، ٤١١٩)، "تهذيب التهذيب" (٧/ ٣٦٩)، رقم (٥٩٨ - ٦٠٠)، "التقريب" (٤٧٨٠ - ٤٧٨٢). وقد تبع المزيُّ فمن بعده في هذا التفريق بين المخرمي وبين كاتب عكرمة القاضي الخطيبَ البغدادي في "تاريخه" (١٢/ ١١ - ١٢)، رقم (٦٣٧٠، ٦٣٧١) حيث فرق بينهما بناء على ما ورد من نسبة الكاتب في روايته بالكوفي، وأما نسبة المخرمي فإلى "محلة مخرِّم"؛ محلةٍ شرقيَّ بغداد. ويبدو أن هذا التفريق لا يسانده الدليل، ويرجح الجمع بما يلي: أ - أن الخطيب فمن تبعه لم يذكروا لعلي بن عيسى كاتب عكرمة القاضي راويًا إلا يعقوب بن عيسى المخرمي، ولا رواية إلا عن خلاد بن عيسى العبدي لهذا الحديث، وقد تقدم رواية جمع له عنه، ممن أطبقوا على كونهم من تلاميذ المخرمي والرواة عنه، دون الكاتب المجهول، منهم عبد الله بن الإمام أحمد وأبو القاسم البغوي. ب - أن أبا القاسم البغوي نسبه في هذا الحديث بـ "المخرمي"، وروى عنه عن خلاد طرفًا منه، وكذا ذكره في "وفيات شيوخه" رقم (٩٣)، وأنه توفي (٢٣٣ هـ)، وهم قد فرقوا بين الراوي عن خلاد وبين المخرمي، والتلميذ أدرى بوصف شيخه ونسبته ممن تأخر. ثم إنه بناء على صريح رواية العقيلي المتقدمة لم يذكر الذهبي في "الميزان" (١/ ٦٥٦)، رقم (٢٥٢٥)، ولا ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (٣/ ١٧٤) في الرواة عن "خلاد بن عيسى الصفار" ممن تقدم إلا المخرمي فقط. والذي ذهب إليه الخطيب ومن تبعه من التفريق بين المخرمي والكراجكي هو الصواب، ويدل عليه الفارق بين وفاتيهما، وقد ذكر تاريخ وفاة المخرمي تلميذه أبو القاسم البغوي في "وفيات شيوخه" رقم (٩٣)، وقال: "حدثنا (٢٣٣)، وتوفي في العام نفسه"، وأما الكراكيسي فمن شيوخ الترمذي في "السنن"، وأبو عيسى الترمذي لم يدخل بغداد إلا بعد وفاة الإمام أحمد (ت ٢٤١ هـ) بسنة، ولذا لم يلحقه ولا أحدًا ممن توفي قبل (٢٤٢) من علماء بغداد. والله أعلم. وإذا تقرر ذلك، فقد زالت علة الجهالة التي ذكرها الألباني، وسلم الإسناد إلى ههنا. والله أعلم. ٢ - العلة الثانية التي زادها الألباني: ضعف الراوي عن علي بن عيسى المخرمي؛ وهو أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم، الضبي، البيهسي، ثم المخرمي -سكن البيهسية، ثم المخرم- (ت ٢٩٠ هـ): حيث ضعفه =