قال أبو داود: "حديث بريدة هذا أصح شيء فيه"؛ يعني: في خطإ القاضي. ونقل المنذري في "الترغيب" (٣/ ١٢٠)، رقم (٣٣١٩) عن الترمذي، أنه قال: حديث حسن غريب. وهو صحيح على شرط مسلم كما قال الحاكم، وأقره عليه الذهبي في "التلخيص"، وابن الملقن في "تحفة المحتاج" (٢/ ٥٦٩)، رقم (١٧٦٥)، وابن حجر في "بلوغ المرام" (ح ١٣٨٣)، و"التلخيص الحبير" - (٤/ ٣٤٠)، رقم (٢٥٦٤)، وغيرهم. وانتقد ذلك الألباني في "الإرواء" (٨/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، رقم (٢٦١٤)، بأن طريق الحاكم فيه شريك بن عبد الله النخعي، وحديثه عند مسلم في المتابعات، إلا أن طريق أبي داود وابن ماجه والنسائي وغيرهم على شرط مسلم بذاته، وهو صحيح بمجموع طرقه، ولا يضر ما أشار إليه ابن الملقن في "البدر" (٩/ ٥٥٢) من اللين في شيخ أبي داود، فإنه متابع من جمع من الثقات. والله أعلم. وجود إسناده ابن عبد الهادي في "المحرر"، وقال في "تنقيح التحقيق" (٥/ ٦١ - ٦٢)، رقم (٣٢٤١): "هو حديث حسن أو صحيح"، وكذا صححه ابن الملقن في "البدر المنير"، والعراقي في "المغني" (١/ ٤٠)، رقم (١٥٢)، (٢/ ٩٣٩)، رقم (٣٤٣٤)، والهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٣٥٣)، رقم (٧٠٠٥)، والألباني في "الإرواء" (٨/ ٢٣٥ - ٢٣٦، رقم ٢٦١٤، ٨/ ٢٥٣، رقم ٢٦٢٨). تنبيه: وقع في رواية للطبراني في "الأوسط" (٤/ ٦٣ - ٦٤)، رقم (٣٦١٦) فيما رواها عن سعيد بن سيار الواسطي، عن إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القطيعي، عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن ابن بريدة، عن أبيه، بلفظ: "القضاة ثلاثة: فرجل قضى فاجتهد فأصاب فله الجنة، ورجل قضى فاجتهد فأخطأ فله الجنة، ورجل قضى فجار ففي النار"، وقال: "لم يروه عن أبي هاشم الرماني، إلا خلف بن خليفة"، وهو منكر بهذا اللفظ غير محفوظ، ولم يروه به الرماني، ولا خلف عنه، وإنما رواية الأئمة والثقات الحفاظ عن خلف بن خليفة باللفظ المذكور عند المؤلف أعلاه، أو بمعناه، وهكذا هو في سائر الروايات عن ابن بريدة، والرواية عن ابن عمر ﵄ وغيره. وإسناد الطبراني رواته كلهم ثقات إلا شيخ الطبراني؛ سعيد بن سيار -ويقال: سعيد بن محمد بن سيار- الواسطي، ففيه جهالة، ترجم له الخطيب في "تلخيص المتشابه" (١/ ٣٥٥)، وابن ماكولا في "الإكمال" (٤/ ٤٣٢، ٤٣٤)، والذهبي في "تاريخ الإسلام" (٢١/ ١٨٣)، رقم (٢٦٦)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. والله أعلم. =