(٢) لم أقف عليه في المطبوع من "جزء ابن فيل"، للمحدث الرحال أبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن فيل الأسدي، البالسي -أصلًا- نزيل أنطاكية. والكلام في القرآن تقدم نقل أقوال الأئمة فيه، وبيان إجماع سلف الأمة عليه. وأما القول في الإيمان، فروى غير واحد عن الإمام أحمد، أنه أنكر الخوض فيه أيضًا، وقال: "من قال إن الإيمان مخلوق فقد كفر؛ لأن في ذلك إيهامًا وتعريضًا بالقرآن، ومن قال: إنه غير مخلوق فقد ابتدع؛ لأن في ذلك إيهامًا وتعريضًا أن إماطة الأذى عن الطريق وأفعال الأركان غير مخلوقة". قال أبو بكر الخلال وابن بطة وغيرهما: "القول في هذا ما كان عليه أهل العلم، والتسليم لما قالوه، فمن قال: إن الإيمان مخلوق؛ فهو كافر بالله العظيم؛ لأن أصل الإيمان وذروة سنامه شهادة أن لا إله إلا الله. ومن قال: إنه غير مخلوق؛ فهو مبتدع؛ لأن القدرية تقول: إن أفعال العباد وحركاتهم غير مخلوقة. فالأصل المعمول عليه من هذا: التسليم لما قالته العلماء، وترك الكلام فيما لم يتكلم فيه الأئمة، فهم القدوة، وهم كانوا أولى بالكلام منا، نسأل الله عصمة من معصيته، وعياذًا من مخالفته". واللفظ لابن بطة. انظر: "اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل" - رواية الخلال (ص ١١٧ - ١١٨)، "السُّنَّة" للخلال (٥/ ٩٢)، رقم (١٧٠١)، "الإبانة الكبرى" (٦/ ٢٩٧ - ٣٠٠)، "الحجة في بيان المحجة" (٢/ ٥٧٧). (٣) أخرجه الدارمي في "نقضه على المريسي" (ص ٥٧٣)، واللالكائي (٢/ ٢٦٠ - ٢٦١)، =