وذكر ابن حجر في "الفتح" (١٣/ ١١٨ تحت ح ٧١٤٠) -أنه في نسخة أبي اليمان عن شعيب عن الزهري [في نسخ "الفتح": أبي هريرة!!] عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، مرسلًا، أنه بلغه مثله. ورواه الشافعي في "الأم" (الصلاة، صفة الأئمة، ٢/ ٣٠٩، ح ٢٩٤)، عن ابن أبي فديك، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (٢/ ٥٠٨)، رقم (٢٠٦) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما (إسماعيل، وابن أبي فديك المدني) عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، أنه بلغه عن رسول الله ﷺ: .. الحديث. فهذا حديث معضل على رواية ابن أبي ذئب، ومرسل على رواية شعيب بن أبي حمزة، فإن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة تابعي ثقة، من الثالثة، كما في "التقريب" (٧٩٦٧)، وهو منقطع بين الزهري وسهل بن أبي حثمة، كما في ترجمة سهل بن أبي حثمة من "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢١٨)، وحديث الزهري عن ابن عمر ﵁ مرسل -كما في "المراسل" لابن أبي حاتم (ص ١٩٠) -، فكيف بمن تقدمه وفاةً لنحو عشرين سنة فأكثر. وأما أخوه سليمان بن أبي حثمة فمن مواليد عهد النبي ﷺ، ولم يصح له سماع عن رسول الله ﷺ، وإنما أرسل عنه، وكان عمر ﵁ عينه إمامًا على النساء في قيام رمضان، ثم جمع عثمان ﵁ عليه الرجال والنساء، كما في "الطبقات" لابن سعد -العلمية (٥/ ١٨ - ١٩)، رقم (٦١١)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٤/ ٦)، رقم (١٧٧٢)، و"تاريخ دمشق" (٢٢/ ٢١٣ - ٢٢٠)، رقم (٢٦٥٧)، ولم يذكروا تاريخ وفاته، ولا رواية للزهري عنه، وإنما شيخ الزهري هو ابنه أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، هذا ومدار الوجهين على معمر عن الزهري، وظاهر من ذلك أنه لم يضبط إسناده، وأما من ضبطه -كشعيب بن أبي حمزة- فرواه عن الزهري عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة مرسلًا، ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري بلاغًا. والله أعلم. ولِما تقدم حكم البيهقي في "السنن"، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (٣/ ٢٥٨)، وابن الملقن في "البدر المنير" (٤/ ٤٦٦)، وابن حجر في "الفتح" (٦/ ٥٣٠، ١٣/ ١٠٥)، والألباني في "الإرواء" (٢/ ٢٩٦)، رقم (٥١٩)، بإرساله، وذهبوا إلى أن ابن أبي حثمة هو أبو بكر. ونقل ابن الملقن عن ابن الصلاح أنه قال -في "شرح الوسيط"-: "هذا الحديث وإن كان مرسلًا جيدًا؛ لا يبلغ درجة الصحيح"، وصححه الألباني ببعض ما تقدم له من الشواهد، ومع أنه من طريق الثقات عن الزهري، فإن الإسناد مما فوقه مضطرب على =