ولم أجد لما ذهب إليه الشيخ مستندًا، ولم يذكر التيمي هذا بالرواية عن القاسم الشامي، ولا نسبه المزي في ذكر شيوخ يحيى بن يعلى الأسلمي، ولا هو ميز في بعض طرق الحديث، والذي يظهر لي -والله أعلم- أنه مدلس من أحد الكذابين المذكورين بالرواية عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي -صاحب أبي أمامة الباهلي ﵁-، وبرواية يحيى بن يعلى الأسلمي عنه، فقال الذهبي في "الميزان" (٢/ ٥٠٩)، رقم (٤٦٣١) -إثر ترجمة التيمي المذكور-: "عبد الله بن موسى: هو عمر بن موسى أحد المتروكين، دلسه بعضهم". ويعني به عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي الأنصاري، وهو مشهور بالوضع، كما تقدم (ح ١٠٧). والله أعلم. ٤ - يحيى بن يعلى الأسلمي، القطواني، أبو زكريا الكوفي: شيعي، ضعيف بلا خلاف، ونسبه البزار إلى الغلط في الأسانيد، وقال البخاري: "مضطرب الحديث". وبه أعل الهيثمي هذا الحديث في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٠٧)، رقم (٢٣٢٥)، والله أعلم. وانظر: "الجرح والتعديل" (٩/ ١٨٨ - ١٨٩)، "الضعفاء" للعقيلي (٤/ ٤٢٦)، وللدارقطني (٥٨٠)، "المجروحين" - حمدي (٢/ ٤٧٣)، رقم (١٢١٠)، "الكامل" (٧/ ٢٣٣)، رقم (٢١٣٢)، "العلل" للدارقطني (١٥/ ٣٢٧)، رقم (٣٩٨٥)، "ميزان الاعتدال" (٤/ ٤١٥)، رقم (٩٦٥٧)، "تهذيب التهذيب" (١١/ ٣٠٤)، "التقريب" (٧٦٧٧). فهذه جملة علل هذا الإسناد، والأقرب أن يكون الحمل فيه على عبد الله بن موسى المدلس من عمر بن موسى الوجيهي، وهو خبر باطل الإسناد والمتن، وعليه قال الدارقطني: "إسناد غير ثابت". وأما اكتفاء الشيخ الألباني بمطلق تضعيفه فدون ما يستحقه. والله تعالى أعلم، وهو ولي النعم. هذا وقد سرقه بعض الضعفاء والمجاهيل فجعله عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي ﵁، وأسقط الواسطة بينه وبين يحيى بن يعلى الأسلمي، ولم يتنبه الشيخ الألباني لذلك فعلله بالاضطراب من يحيى بن يعلى، وليس كذلك. أخرجه ابن عساكر (٣٨/ ٤١٩)، وفي "معجم شيوخه" (٢/ ٩٥٩)، رقم (١٢٢٤). وقال: "هذا حديث غريب". وإسناد ابن عساكر هذا باطل مقلوب. والله أعلم. (١) في (م): "وللطبراني"، وما أثبت من بقية النسخ، و"الدراية" للحافظ ابن حجر وغيره، ولم أقف على الحديث عند الطبراني، ولا على أحد عزاه إليه. والله أعلم. (٢) كذا في سائر نسخ المقاصد الخطية، وإنما هو عن ابن عمر ﵁ عند الدارقطني وغيره، والظاهر أنه تبع فيه شيخه الحافظ ابن حجر في "الدراية" (١/ ١٦٨)، =