للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معاذ بن جبل رفعه: "تحفة المؤمن في الدنيا الفقر" (١). وسنده لا بأس به (٢).

وهو عند الديلمي أيضًا عن ابن عمر بسند ضعيف جدًّا (٣).


(١) أخرجه الديلمي (٢/ ٤٩/ ب) [و"الزهر" (٢/ ٤٦)] من طريق ابن السني، ثم من حديث أبي حاجب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ مرفوعًا به. ورجاله كلهم ثقات محتج بهم، إلا أبا حاجب فلم يتبين لي أمره، ولعله صخر بن محمد الحاجبي الذي يضع على مالك والليث وطبقتهما، كما تقدم [ح ٦١٨]، ويكون الإسناد منقطعًا بينه وبين عبد الرحمن بن غنم الأشعري (ت ٧٨ هـ).
ولا يحتمل أبا حاجب زرارة بن أوفى العامري، من الثالثة (ت ٩٣ هـ)، ولا أبا حاجب سوادة بن عاصم العنزي، من الثالثة أيضًا، فهما أقدم من أن يروي عنهما راوي هذا الحديث "يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الدمشقي (ت ٢١٥ هـ)، وقد جاوز التسعين"، وهو ثقة، من صغار التاسعة، كما في "التقريب" (٧٨٠٦)، ويحتمل أن يكون الحافظ العراقي والسخاوي حسباه أحد الرجلين فقويا إسناده، وليس كذلك. والله أعلم.
وقال الألباني في "الضعيفة" (٣٣٩٢): "إسناده فيه جهالة؛ أبو حاجب ومسرة بن صفوان لم أعرفهما".
وأبو حاجب تقدم الكلام عليه، و"مسرة" تصحيف من "يسرة"، وهو على الصواب في "مسند الفردوس" و"زهره".
وأما الحافظ المناوي، فقال في "فيض القدير" (٣/ ٣٠٧)، رقم (٣٢٥٨): "فيه يعقوب بن الوليد المدني: قال الذهبي في "الضعفاء": كذبه أحمد والناس، وقال السخاوي: حرف اسمه بعض رواته فسماه "إبراهيم"، وللحديث طرق كلها واهية". وتعقبه الألباني بعدم وجوده في إسناد الديلمي المذكور، وبأنه لو يكن مثله في الإسناد لما قال العراقي والسخاوي فيه: "لا بأس به". والله أعلم.
(٢) كذا قال الحافظ السخاوي، تبعًا للعراقي في "المغني" (٢/ ١٠٨٥)، رقم (٣٩٢٨)، وتعقبا، كما تقدم. والله أعلم.
(٣) أخرجه في "مسند الفردوس" (٢/ ٤٩/ ب) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، ثم من طريق محمد بن محمد بن الأشعث، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي، عن داود بن المحبر، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا: "تحفة المؤمن ثلاث: الفقر والمرض والموت، فمن أحب الله أحبه الله، وكافأه بالجنة".
وهذه سلسلة البلايا: داود بن المحبر الثقفي البكراوي -مؤلف كتاب العقل-؛ متروك، وأكثر كتاب "العقل" الذي صنفه موضوعات ["التقريب" (١٨١١)]، ومحمد بن محمد بن الأشعث الكوفي نزيل مصر: رافضي، متهم بالوضع والسرقة [كما سيأتي =

<<  <  ج: ص:  >  >>