وصالح بن بشير أبو بشر المري: رجل صالح، ولكنه في الحديث واه، متروك الحديث عند أكثر الأئمة، لكثرة مناكيره عن الثقات، اشتغالًا بالقصص والعبادة، حتى كذب حماد بن سلمة وهمام بن يحيى العوذي وغيرهما أحاديث له عن ثابت وغيره من الأثبات، وقال ابن عدي: "عامة أحاديثه مناكير، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي مع هذا لا يتعمد الكذب بل يغلط بيِّنًا". وانظر: "مقدمة صحيح مسلم"- فؤاد عبد الباقي (باب بيان أن الإسناد من الدين، ص ٥٦)، "التاريخ الكبير" (٤/ ٢٧٣)، رقم (٢٧٨٢)، و"الضعفاء" للبخاري (١٦٩)، وللنسائي (٣٠٠)، وللدراقطني (٢٨٥)، "أحوال الرجال" (١٩٧)، "سؤالات الآجري"- العمري (ص ٢٤٢/ ٣٠٧)، "الجرح والتعديل" (٤/ ٣٩٥ - ٣٩٦)، رقم (١٧٣٠)، "الكنى" لأبي أحمد (٢/ ٢٨٩)، رقم (٨١٠)، "المجروحين" (١/ ٣٧١ - ٣٧٣)، "الكامل" (٤/ ٦٠ - ٦٣)، رقم (٩١٢)، "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٠٦ - ٣١٠)، رقم (٤٨٤٥)، "تهذيب الكمال" (١٣/ ١٦ - ٢٢)، رقم (٢٧٩٦). ولحديث ابن عباس ﵁ هذا شاهد عن أبي هريرة ﵁ عند الحاكم (١/ ٥٦٨)، وفيه مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني، وهو متهم، كما تقدم (ح ٦٦٢). وحديث الباب ذكر البوصيري في "مصباحٍ الزجاجة" أن له شاهدًا من حديث ابن مسعود ﵁ عند الحاكم مرفوعًا وموقوفًا. والحديث المذكور هو قوله: "عليكم بالشفائين: العسل والقرآن". أخرجه ابن ماجه (٣٤٥٢)، والحاكم (٤/ ٢٠٠، ٤٠٣)، والبيهقي (٩/ ٣٤٤) - وأبو نعيم في "الطب" (٢/ ٦٣٩)، رقم (٦٩١)، و"الحلية" (٧/ ١٣٣) من طريق زيد بن الحباب، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود ﵁ مرفوعًا. قال أبو نعيم: "تفرد به زيد بن حباب عن الثوري"؛ يعني: برفعه. وقال البيهقي: "رفعه غير معروف، والصحيح موقوف، ورواه وكيع عن سفيان موقوفًا". وحديث وكيع عند ابن أبي شيبة (ح ٣٠٦٤٣) -ومن طريقه عند الحاكم (٤/ ٢٠٠) - بلفظ: "العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور". وأخرجه البيهقي (٩/ ٣٤٥) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ﵁، موقوفًا، بلفظ: "في القرآن شفاءان: القرآن والعسل؛ القرآن شفاء لما في الصدور، والعسل شفاء من كل داء"، ثم قال: "هذا هو الصحيح موقوف، ورواه أيضًا الأعمش عن خيثمة والأسود عن عبد الله موقوفًا". وحديث الأعمش هو عند ابن أبي شيبة (ح ٢٤١٥٧، ٣٠٦٤٢) عن أبي معاوية وابن نمير، وعند أبي نعيم =