وحسنه الترمذي، وقال الحاكم: "هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة، والشيخان ﵄ لم يحتجا بعلي بن زيد"، وتعقبه الذهبي بقوله: "ابن جدعان صالح الحديث"، وكذا وافق الترمذي على تحسينه المنذري في "الترغيب" (٣/ ٣٠١)، رقم (٤١٦٣)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (١/ ١٧٠/ المجلس: ١٢٢): "هذا حديث حسن، .. وعلي بن زيد وإن كان فيه ضعف لاختلاطه، لكن سياقه لهذا الحديث بطوله يدل على أنه ضبطه، وقد رواه غيره مفرقًا، وسأذكر شواهده إن شاء الله تعالى"، وهو كما قال الحفاظ؛ الترمذي والذهبي وابن حجر ومن وافقهم، وقد مر طرف له بشواهده (ح ٥٠٢)، وسبقت ترجمته أيضًا، وتحسين حديث آخر له بنحو هذا التعليل (ح ٦٧٣) من رواية جمع من الأئمة الحفاظ له عنه وفيهم شعبة، واتفاقهم فيه على سياق واحد بطوله، وهذا دليل على حفظه له كما قال الحافظ ابن حجر. والله أعلم. وأما تضعيف البوصيري له في "إتحاف الخيرة" (٨/ ٦٧)، رقم (٧٤٩٢)، والألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (ح ٢٣٠٠) و"ضعيف الترغيب والترهيب" (٢/ ١١٢)، رقم (١٦٤١) ومن تابعهما فبالنظر لظاهر حال ابن جدعان، دون النظر إلى ما اقترن بهذا الحديث من أمارات تدل على حفظه له وإتقانه. والله أعلم. وأخرجه عبد الرزاق (١١/ ١٨٨)، رقم (٢٠٢٨٩) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (١٠/ ٥٢٩)، رقم (٧٩٣٧) عن معمر عن الحسن [وللبيهقي: عمن سمع الحسن] مرسلًا، مختصرًا بمحل الشاهد وتوابعه في الخطبة. وقرنه البيهقي بإسناد آخر عن عوف، عن الحسن به مرسلًا. وإسناده لا بأس به، رواته كلهم ثقات أئمة، عدا زكريا بن يحيى أبو يحيى [وقع في "الشعب": زكريا بن يحيى بن يحيى]؛ وهو زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز الكسائي النيسابوري المزكي، العلامة الفقيه إمام أهل الرأي بخراسان، ترجم له الحاكم في "تاريخه"، =