(٢) أخرجه الديلمي (٢/ ٢٥٩/ ب) [و"الزهر" (٢/ ٣١٥)] عن أبي علي المقرئ -وهو الحداد- عن أبي نعيم الحافظ، أبنا محمد بن أحمد بن سلمة سكوية [في "الزهر": سمكوية] الأصبهاني، عن عمر بن منصور البزار، عن أبي بكر الجرجاني، عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد، عن أحمد بن رشيد [في "الزهر": سعيد] بن خيثم الهلالي، عن جده خيثم، عن حنظلة السدوسي، عن طاووس، عن ابن عباس ﵄، قال: لما عمم رسول الله ﷺ عليًّا بالسحاب، قال له: "يا علي .. " وذكره. وهذا الإسناد فيه تخليط بين، فإن أبا نعيم الحافظ هو الأصبهاني، والحداد راويته، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد؛ هو ابن عدي الجرجاني (٢٤٢ - ٣٢٣ هـ)، ولا يكون بينهما في الإسناد إلا شخص واحد. وأبو الفتح محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن سلمة، المعروف بـ "سمكويه" الأصبهاني، الحافظ الثقة، نزيل هراة، ولد سنة (٤٠٩ هـ)، وطلب الحديث على كبر، توفي بنيسابور سنة (٤٨٢ هـ). ["المنتخب من السياق" (ترجمة: ١٣٩)، و"السير" للذهبي (١٩/ ١٦ - ١٧)، رقم (١٠)، فهو شيخ آخر لشهردار الديلمي (ت ٥٥٨ هـ)، وسقطت علامة التحويل، أو واو العطف من النسخ، فأدى إلى هذا اللبس. والله أعلم. وأما عمر بن منصور البزاز: فالظاهر أنه أبو طاهر الخرقي عمر بن منصور (ت ٤٥٣ هـ)، منِ شيوخ السمعاني في "التحبير" (١/ ٥٤٢)، رقم (٥٢٧)، ويحتمل أن يكون غيره أيضًا. وأبو بكر الجرجاني: ينبغي أن يكون هو الحافظ الإسماعيلي (٢٧٧ - ٣٧١ هـ)، وهو ملتقى الإسنادين. والله أعلم. ومداره على أحمد بن رشيد -صوابه: رشد- بن خثيم، عن جده خثيم، عن حنظلة السدوسي، عن طاووس. وحنظلة السدوسي أبو عبد الرحيم: ضعيف، اختلط لما كبر فحدث عن أنس وعكرمة وغيرهما بالمناكير والأباطيل، واختلط حديثه القديم بحديثه الأخير، ولم يتميز -كما قال ابن حبان-، فتركه يحيى القطان وغيره، وضعفه عامة الأئمة، وقال أحمد: "منكر الحديث، يحدث عن أنس بالمناكير - وفي رواية: بعجائب"، وضعفه ابن معين، وقال: "معلم كتاب، ليس بثقة، ولا دون ثقة"، فهو متروك، والإطلاق في تضعيفه من بعض الأئمة يحمل على الضعف المطلق، دون مطلق الضعف. والله أعلم. وانظر: "علل أحمد" - رواية المروذي وغيره (٤٦٨)، "التاريخ الكبير" (٣/ ٤٣)، =