وروى البخاري في "التاريخ" (٤/ ٧٥)، رقم (٢٠٠٢) -ومن طريقه الدارقطني في "المؤتلف" (٣/ ١٢٨٦) - ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم الصلاة" (٩٢٠) وغيرهم أطرافًا أخرى له من طريق ابن أبي مريم به، وقال البخاري: "لا يعرف إسناده"، وتبعه عليه الدارقطني، وابن ماكولا في "تهذيب مستمر الأوهام" (ص ٢٧٧ - ٢٧٨). وسلمة بن شريح المصري: قال البخاري: "لا يعرف إسناده"، وسكت عنه ابن أبي حاتم وغيره، وقال الذهبي: "لا يعرف"، وقال الزين العراقي في "ذيل الميزان" (قال ابن يونس - بعد تخريجه للحديث: لم يحدث بهذا الحديث غير سيار وحده، ولا يحدث عن سلمة غير يزيد بن قوذر)، قال العراقي: "ومن عدا سلمة بن شريح فثقات، .. ذكرهم ابن حبان في "الثقات"، ثم ذكر توثيق أبي زرعة لسيار، وتوثيق أبي حاتم لنافع بن يزيد، ولم يذكر في توثيق "يزيد بن قودر" إلا ذكر ابن حبان له في "الثقات" (٧/ ٦٢٦)، بينما ابن حبان ذكر في "ثقاته" (٤/ ٣١٨) سلمة بن شريح أيضًا، ولم يعتمد في أي منهما، لما عرف من توثيقه للمجاهيل، وسلمة بن شريح هذا مجهول العين، وأما يزيد بن قودر فروى عنه جمع، ولم يوثق بمعتبر. والله أعلم. وانظر لترجمة سلمة أيضًا: "الجرح والتعديل" (٤/ ١٦٤)، رقم (٧٢٠)، "المغني" (٢٥٣٩)، "الميزان" (٢/ ١٩٠)، رقم (٣٤٠٢)، "ذيل الميزان" (٤٣٢)، "اللسان" (٤/ ١١٨)، رقم (٣٥٦٥). ولترجمة يزيد بن قودر: "التاريخ الكبير" (٨/ ٣٥٣)، رقم (٣٣٠٦)، "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٨٤)، رقم (١٢٠٦). وأما مرسل -بل معضل- إسماعيل بن أمية: فرواه عبد الرزاق (١١/ ١٣٢)، رقم (٢٠١٢٢) عن معمر عنه به. وحكم عليه ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (١/ ٧٤)، رقم (٩٢) بالإعضال، فهو من أصحاب الزهري. (١) أخرجه ابن عدي (٤/ ٣٣٥)، وعباد بن كثير هو الثقفي البصري، العابد، نزيل مكة، وهو متروك، يروي عن الثقات الأباطيل، كما تقدم. وبه أعله ابن عدي، والزيلعي في "تخريج الكشاف" (١/ ٣١٦) وغيرهما. والخلاصة أن أحاديث الباب ضعيفة كلها، لا يخلو طريق منها من المقال، إلا حديث ابن عمر ﵄، فهو جيد الإسناد، غير أن أبا حاتم الرازي حكم بأنه كذب، فلا يمكن الاعتبار به. =