قال الطبراني: "لا يروى عن هشام بن عروة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن إبراهيم"، وقال ابن منده -كما في "الإصابة" (٢/ ١٦٢) -: "غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وهذا الإسناد فيه علتان: ١ - أبو أيوب نوح بن ذكوان: قال أبو حاتم: "ليس بشيء، مجهول"، وقال ابن عدي: "أحاديثه غير محفوظة"، وقال الساجي: "يحدث بأحاديث بواطيل"، وكناه أبو أحمد الحاكم وابن منده، وقالا: "حديثه ليس بالقائم" -وساقا هذا الإسناد- وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، ولست أدري أتفرد بها أو شارك أخاه فيها، وعلى الوجهين جميعًا يجب التنكب عن حديثهما، لما فيه من المناكير ومخالفة الأثبات"، وقال الحاكم: "روى عن الحسن كل معضلة"، وقال أبو نعيم: "روى عن الحسن المعضلات، وله صحيفة عن الحسن عن أنس، لا شيء"، وعليه وهاه الذهبي في "الكاشف" (٥٨٩٠)، وأما ابن حجر فاكتفى (٧٢٠٦) بقوله: "ضعيف"، وحكم الذهبي أقرب، وهو مجمع على ضعفه، والله أعلم. انظر: "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٨٥)، رقم (٢٢١٤)، "الكنى" لأبي أحمد (١/ ٣٠٤)، رقم (١٩٦)، "المجروحين" (٣/ ٤٧)، "الكامل" (٧/ ٤٤)، رقم (١٩٧٦)، "فتح الباب" (٣٦٤)، المدخل إلى الصحيح (١/ ٢٢٧)، رقم (٢٠٨)، "الضعفاء" لأبي نعيم (٢٥٠)، "تهذيب الكمال" (٣٠/ ٤٨ - ٥٠)، رقم (٦٤٩١). وأما أخوه أيوب بن ذكوان: فمنكر الحديث، ولا يروي عنه إلا أخوه نوح هذا، فلذا قال ابن حبان: "فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من أخيه"، وإذ كان هذه المناكير لا يرويها عنه غير أخيه، وهو يروي المناكير عن غيره من ثقات الناس فأولى أن يكون نوح هو الذي يتحملها دون أخيه هذا. والله أعلم. وانظر له: "التاريخ الكبير" (١/ ٤١٤)، رقم (١٣٢٠)، "المجروحين" (١/ ١٦ - ١٦٨)، "الكامل" (١/ ٣٥٧)، رقم (١٨٩)، "الضعفاء" لابن الجوزي (٤٦٤)، "اللسان" (٢/ ٢٤٠ - ٢٤١)، رقم (١٣٤٩). ٢ - سعيد بن عبد الله [أبي المغلس -أو: ابن أبي المغلس- الخزاعي مولاهم، الساحلي، الجنابي - من أهل جنابا]: ذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (١/ ٣٠٤)، =