والوجه الثاني: فيه أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني البلاطي: مختلف فيه؛ قواه البعض، وضعفه آخرون، وتركه الدارقطني، وتقدمت ترجمته (ح ٦٠٤). وبه وبصدقة معًا أعل ابن الجوزي هذا الحديث. وسقط من روايته إبراهيم بن أبي كريمة الصيدلاني أحد المجاهيل، فذا علة أخرى. والوجه الثالث والرابع: فيهما أبو حفص عمر بن سعيد الدمشقي؛ متروك اتفاقًا، وكذبه الساجي، وقد قلب الحديث من إسناد المجاهيل عن أنس ﵁، على عبد الكريم الجزري عن أنس ﵁، وقد توبع عن صدقة عن الجزري على بعضه دون تمامه وموضع الشاهد منه، وما يتابَع عليه منه يشهد له حديث أبي هريرة ﵁ عند البخاري (ح ٦٥٠٢)، وابن حبان (٣٤٧)، وغيره من الروايات. والله أعلم. وانظر لترجمة عمر بن سعيد: "الميزان" (٣/ ١٩٩)، رقم (٦١٢٠)، و"تهذيب التهذيب" (٧/ ٣٩٩)، رقم (٧٥٢). ومن أجل هذه العلل ضعفه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، وابن رجب في "جامع العلوم" (ح ٣٨، ص ٦٧٣)، والألباني في "الصحيحة" (١٦٤٠) و"الضعيفة" (١٧٧٥)، لكنه مال إلى تحسينه بمجموع طرقه، وهي لا تشهد لمجموع الحديث، وإنما لبعض أطرافه، دون موضع الشاهد منه. والله أعلم. وأما حديث عمر ﵁: فأخرجه الخطيب (٦/ ١٤)، رقم (٣٠٤٤) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (١/ ٣١)، رقم (٢٦)، والديلمي، كما في "زهر الفردوس" (٤/ ٢٢٠ - ٢٢١) -، قال الخطيب: قرأت بخط أبي عبد الله بن بكير، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني -وما كتبناه إلا عنه- عن أبي محمد أحمد بن محمد بن =