للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يونس بن عبيد، عن الحسن، قال: سأل رجل النبي شيئًا، فقال: "ما عندي ما أعطيك"، فقال: تعدني، فقال رسول الله : "العدة واجبة" (١). وقد أفردته مع ما يلائمه في جزء (٢)، وفيه في الإخلاف:

لسانك أحلى من جنى النحل موعدًا … وكفك بالمعروف أضيق من قفل

تمني الذي يأتيك حتى إذا انتهى … إلى أمدٍ ناولته طرف الحبل (٣)

وقوله:


= ومرسل الحسن هذا حكم الألباني في "الضعيفة" (١٥٥٤) بضعفه للإرسال، لا سيما وأن مراسيل الحسن البصري شبه الريح، كما قال بعض الأئمة، والشواهد المسنِدة لشدة ضعفها غير ناهضة للتقوية. بينما ذهب ابن مفلح في "الفروع" (١١/ ٩٣)، والأمير المالكي في "أسنى المطالب" (ح ٩٣٤) إلى تحسين إسناده بمجموع طرقه، وأما الحافظ السخاوي فساق في "التماس السعد" (ص ٧٥ - ٧٩) شواهده من الأحاديث الدالة على لزوم الوفاء بالوعد واعتبار خلفه كذبًا، ثم قال: "وهذه الطرق يؤكد بعضها بعضًا"، فمرسل الحسن يتقوى بما في الباب من أحاديث، ولا سيما ما تقدم من الموقوف عن ابن مسعود ، وما استشهد به من آية وحديث. وأما سائر المسانيد المتقدمة فواهية جدًّا، غير قابلة للاستشهاد. والله تعالى أعلم.
(١) لم أقف عليه، ونسبه المؤلف في "التماس السعد" (ص ٧٥) إلى أول "الفوائد" التي بآخر "مسند عمر" لأبي بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد، وهو لم يوجد منه إلا الجزء السابع، وطبع بتحقيق د. محفوظ الرحمن، من مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، عام ١٤١٥ هـ.
(٢) هذا الجزء هو المسمى "التماس السعد في الوفاء بالوعد"، طبع بتحقيق الشيخ عبد الله بن عبد الواحد الخميس، من مكتبة العبيكان، بالرياض، الطبعة الأولى: ١٤١٧.
(٣) نقله ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (ص ٣٣٠)، والدينوري في "المجالسة" (٧/ ١٦٨)، رقم (٣٠٧٠) عن المبرد، لمسلم بن الوليد -وهو الأنصاري، مولاهم- أبو الوليد، المعروف بصريع الغواني (ت ٢٠٨ هـ).
وحكى الدينوري في "المجالسة" (٥/ ٩٥)، رقم (١٨٩٧) أن ابن قتيبة أنشده له، ومن هنا نقله السخاوي، كما في "التماس السعد" (ص ١٣). وذكر في "ديوان البحتري" (رقم القصيدة: ٣٢٠٢) أيضًا. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>