للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالصلاة إلى الراحلة، على ما صح به الخبر، وفعله ابن عمر (١).

ونحوه حديث: "سترة الإمام سترة من خلفه" (٢)، ويروى: "ظهر المؤمن حِمًى (٣) إلا في حد من حدود الله" (٤). أخرجه العسكري عن


= رقم (١٦٩٤) وغيرهما، وسكتوا عنه.
(١) استدل المؤلف للاكتفاء بظهر المؤمن في السترة بما أخرجه البخاري (ح ٤٣٠، ٥٠٧) من رواية نافع عن ابن عمر عن النبي : "أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها"، وكان ابن عمر يفعله.
وبوب عليه البخاري في الموضع الثاني من المذكورين بقوله: "باب الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرجل".
(٢) لا يصح مرفوعًا، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (١/ ١٤٧)، رقم (٤٦٥) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن عاصم الأحول، عن أنس عن النبي قال: "سترة الإمام سترة من خلفه".
قال الطبراني: "لم يروه عن عاصم إلا سويد"، وقال ابن رجب ["فتح الباري" (٢/ ٦١٣)]: "لا يصح، وسويد ضعيف جدًّا"، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٠٣)، رقم (٢٣٠٦)، والألباني في "الضعيفة" (٣٦٩٥)، وهو واهي الحديث -تقدمت ترجمته-، وهذا أحد ما أنكره عليه الإمام أحمد -كما في "تهذيب الكمال" (١٢/ ٢٥٩)، رقم (٢٦٤٤) - إلا أن في كلامه أنه رواه عن الشعبي عن مسروق، فيكون إذا قلبه فيما بعد على عاصم الأحول عن أنس مرفوعًا. والله أعلم.
ومعنى الحديث صحيح بوب به البخاري في الصلاة من "صحيحه"، وأبو داود في "السنن"، ومن قبلهما عبد الرزاق (٢/ ١٧)، وأورد عبد الرزاق تحته (٢٣١٥ - ٢٣١٧) أثرين عن عمر وابنه عبد الله ، وحديثًا (٢٣١٤) عن أبي جحيفة ، واستدل له البخاري بثلاثة أحاديث (٤٩٣، ٤٩٤، ٤٩٥) عن ابن عباس وابن عمر وأبي جحيفة ، وهي بينة الدلالة على الأمر، وعليه عامة أهل العلم، كما قال عبد الرزاق (٢/ ١٨، بعد ح ٢٣١٧)، والترمذي (عقب الحديث: ٣٣٥).
(٣) أي: محظور لا يقرب، وممنوعِ من أن تمس. "النهاية" لابن الأثير (ص ٤٠٤، حما).
(٤) وهذا أيضًا لا يثبت مرفوعًا، ومعناه صحيح، وبوب البخاري في "الحدود" من "صحيحه" بـ: "باب: ظهر المؤمن حمى إلا في حد أو حق"، واستدل له بما أخرجه (٦٧٨٥) عن ابن عمر أنه قال في حجة الوداع: "إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها؛ كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، .. ، "ويحكم -أو ويلكم- لا ترجعن بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض". والعدل وتجنب المظالم، بل ودفعه مقرر في مقاصد الشرع الحنيف. ونسأل الله السداد والتوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>