للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو في الرابع من "المجالسة" للدينوري، و"رابع عشرها" من طريق الحجاج بن أرطاة، عن ابن المنكدر، أنه قال: يقول الله ﷿: أنتصر بمن أبغض ممن أبغض، ثم أصيِّرُ كلًّا إلى النار" (١).

وكذا في ترجمة "مالك بن دينار" من "الحلية" -مما هو في "صفة المنافق" للفريابي- أنه قال: "قرأت في الزبور: إني لأنتقم من المنافق بالمنافق، ثم أنتقم من المنافقين جميعًا ونظير ذلك في كتاب الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٢٩)[الأنعام: ١٢٩] (٢).

وفي ترجمة "علي بن عَثَّام" من "تاريخ دمشق" لابن عساكر، أنه قال: "كان يقال: ما انتقم الله لقوم إلا بِشَرٍّ منهم" (٣).

وقد قرأت بخط شيخنا في بعض فتاويه: هذا الحديث (٤) لا أستحضره، ومعناه دائر على الألسنة، وعلى تقدير وجوده فلا إشكال فيه، بل الرواية


(١) رواه الدينوري في "المجالسة" (٥/ ٢٣١)، رقم (٢٠٦١) من طريق سنيد بن داود، عن معمر الرقي، عن الحجاج به. وحجاج هو ابن أرطاة وفيه ضعف، وكان يدلس عن الضعفاء والمتروكين، وأعله المحقق الشيخ مشهور حسن بسنيد أيضًا، وهو صدوق في نفسه، وإنما ضعف لما كان يلقن شيخه الصدوق حجاج بن محمد راوية ابن جريج في تغيير ألفاظ ابن جريج في صيغ الرواية من "أُخْبِرْتُ، وحُدِّثْتُ" إلى "عن"، وللين في إتقانه. وانظر: "تهذيب الكمال" (١٢/ ١٦١ - ١٦٥)، رقم (٢٦٠٠)، "التقريب" (٢٦٤٦)، "التنكيل" للمعلمي (١/ ٢٦٩)، رقم (١٠٧).
ودونهم في الإسناد؛ محمد بن المغيرة بن شعيب الدقاق التميمي المازني: ترجم له الخطيب (٤/ ٥٠)، رقم (١٦٨٦)، دون جرح أو تعديل، ومع هذه هو أحسن إسنادًا من رواية الطبراني المرفوعة. والله أعلم.
(٢) أخرجه جعفر الفريابي في "صفة المنافق" (ح ٤٧) وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٣٧٦) -واللفظ له- بإسناد صحيح عن مالك بن دينار به، ولفظ الفريابي: "إني أنتقم للمنافق بالمنافق .. وذلك قول الله ﷿ .. ". وأخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق والمنافق" أيضًا (١٣٤) دون الاستشهاد بالآية.
(٣) أخرجه ابن عساكر (٣٥/ ٤١٥) بإسناد صحيح إلى علي بن عثام.
(٤) يعني حديث: "الظالم عدل الله .. " المذكور في ترجمة الباب، وكان حق هذا الكلام التقديم. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>