للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الزناد به (١).

وأشار الخطيب إلى تخطئة هذا الإسناد في موضعين:

أحدهما: رواية الدراوردي عن ابن أبي الزناد.

والثاني: رواية محمد بن عبد الرحمن، عن جده أبي الزناد؛ فإنه لم يُدرك جدَّه، والصواب ما تقدم انتهى (٢).

والمعنى: فِرَّ من المجذوم فِرارك من الأسد، كما ورد في بعض ألفاظ الحديث (٣)، وهو متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعًا بمعناه (٤)، فيمكن أنْ يكون المعنى: باتقاء ذوي العاهات: الفِرار منها خوفًا من العَدْوَى، لا كما يَتَوَهَّمه العامةُ، ثمَّ إنَّ هذا في حقِّ ضعيفِ اليقين، وإلا فقد وَرَدَ: "لا يُعدِي شيءٌ


(١) "التاريخ الكبير" (١/ ١٥٥ رقم ٤٦٠) وقال: وقال لنا علي: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزناد، ولم يصح الحديث.
(٢) "تاريخ بغداد" (٣/ ٥٣١) ثم قال: وقد روى حديث الدراوردي هذا غير البخاري عن إبراهيم بن حمزة على الصواب، ثم ساق إسنادَه إلى من رواه، ثم قال: فاتفَقَ علي ابن المديني ويحيى بن محمد الحارثي وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وإسماعيل ابن إسحاق عن إبراهيم بن حمزة على أنَّ الحديث عند الدراوردي، عن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان -وهو المعروف بالديباج- عن أبي الزناد، وهو الصحيح.
(٣) ورد بهذا اللفظ عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٢/ ٤١٦ رقم ٢٥٠٣١)، و (١٣/ ٤٥٥ رقم ٢٦٩٣٦)، وأحمد في مسنده (١٥/ ٤٤٩ رقم ٩٧٢٢)، من طريق النهَّاس عن شيخ بمكة عن أبي هريرة مرفوعًا … فذكره.
والنهَّاس -بتشديد الهاء ثم مهملة- ابن قَهْم -بفتح القاف وسكون الهاء- القيسي أبو الخطاب البصري؛ قال أحمد: قاصّ وكان يحيى يضعف حديثه. "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٤٩٧ رقم ٣٢٨٠)، وقال الدارقطني: مضطرب الحديث تركه يحيى القطان. "العلل" (٩/ ٢٠٠)، وقال الحافظ: ضعيف. "التقريب" (٧١٩٧) فالإسناد ضعيف بسبب ضعف النهَّاس، وجهالة شيخه.
(٤) علقه البخاري في صحيحه (الطب، باب الجذام) بلفظه، وروى البخاري في صحيحه (الطب، باب لا هامة رقم ٥٧٧١)، وفي (الطب، باب لا عدوى رقم ٥٧٧٤)، ومسلم في صحيحه (السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر رقم ٢٢٢١) من حديث أبي هريرة عن النبي قال: "لا يُوردَنَّ مُمْرضٌ على مُصِحٍّ".

<<  <  ج: ص:  >  >>