للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد رواه ابن شاهين مسندًا عن أبي هريرة (١).


= عبد الله بن صالح -كاتب الليث-؛ ولا يحتج بما يتفرد به مما ينكر، وهذا متن منكر، فلعله مما أدخل عليه من غير حديثه. وهو مع ذلك مرسل كالأول، وقد أخرج ابن أبي شيبة (٣٦٨٨) عن ابن عون، أن عمر بن عبد العزيز صلى فرفع صوته، فأرسل إليه سعيد، أفَتَّان أنت أيها الرجل. وإسناده جيد، إلا أنه منقطع فيما بين ابن عون وسعيد بن المسيب، فإنه لم يلق سعيدًا ولا عمر بن عبد العزيز، وأكبر شيوخه بالمدينة سالم والقاسم، فمن تأخرت وفاتهم إلى ما بعد سنة (١٠٥ هـ)، فروايته فيها إرسالٌ مَّا، إلا أنه أقوى من الأول.
هذا وصح مرفوعًا ما يؤيد أن الإسرار في صلاة النهار هو الأصل، كما سيشير إلى بعضها المؤلف، ولكن ليس فيها المنع عن الجهر قطعًا، وصح عند ابن أبي شيبة (٣٦٨١) وأبي عبيد في "فضائل القرآن" (٢٠٤) عن ابن عمر ، أنه رأى رجلًا يجهر بالقراءة نهارًا، فدعاه، فقال: "إن صلاة النهار لا يجهر فيها، فأَسِرَّ قراءتَك". ولابن أبي شيبة نحوه بإسناد صحيح عن ابن مسعود فعلَه (٣٦٧٩).
ولأبي عبيد في "فضائل القرآن" (٢٠٢)، وابن سعد (٤/ ١٩٠) -بإسناد رجاله ثقات- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: سمع رسول عبد الله بن حذافة يقرأ في المسجد، يجهر بقرائته في صلاة النهار، فقال: "يا ابن حذافة، سمِّعِ الله ولا تسمعنا". وإسناده صحيح إلى أبي سلمة، إلا أنه منقطع بينه وبين عبد الله بن حذافة ، كما في "تهذيب الكمال" (١٤/ ٤١١ - ٤١٣)، رقم (٣٢٢٣)، وابن حذافة توفي في خلافة عثمان ، وأبو سلمة ولد في آخر عهد عمر ، أو أوائل عهد عثمان ، وروايته عن أبيه وعثمان وطلحة وغيرهم مرسلة، كما في "تهذيب التهذيب" (١٢/ ١١٧)، فعن ابن حذافة أولى بالإرسال. والله أعلم. وهو عند عبد الرزاق (٢/ ٤٩٤)، رقم (٤٢٠٧) عن معمر عن الزهري مرسلًا نحوه. وهذا يحتمل أن يكون الزهري أخذه من أبي سلمة، ويحتمل غيره أيضًا، ومجموع هذه الروايات تقوي بعضها بعضًا. والله أعلم.
(١) لم أقف عليه مسندًا، وقال العيني في "عمدة القاري" (٩/ ١٢٦): "رواه ابن شاهين بسند فيه كلام". وذكر ابن رجب له طريقًا آخر في "الفتح"، وأعله، حيث قال: "وقد رواه يوسف بن يزيد الدمشقي عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن بريدة عن النبي ، فوصله. وهو خطأ لا أصل له، -قاله صالح بن محمد الحافظ وغيره-، ويوسف هذا: ضعيف". ولم أقف على ترجمة ليوسف بن يزيد الدمشقي هذا، ولا على ذكره في الرواة عن الأوزاعي، ومن الرواة عنه؛ يوسف بن السفر بن الفيض أبو الفيض الدمشقي، كاتب الأوزاعي- كذبوه ["الميزان" (٤/ ٤٦٦)، رقم (٩٨٧١)، و"اللسان" (٨/ ٥٥٦ - ٥٥٩)، رقم (٨٦٩٠)]، وفيهم أيضًا: يزيد بن يوسف الرحبى أبو يوسف الشامي الصنعاني الدمشقي، وهو ضعيف، واهي الحديث، وتركه جمع =

<<  <  ج: ص:  >  >>