كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وساقه أيضًا من طريق الواقدي، عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي (١)، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا، بلفظ: "الركعتان بعد السواك أحب إلي من سبعين ركعة قبل السواك"، وضعفه أيضًا بالواقدي (٢).

وقد رواه من غير جهته الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من رواية ابن لهيعة عن أبي الأسود، بلفظ: "صلاة على إِثر سواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك" (٣).

= وأما رواية أبي نعيم فلم أقف على ترجمة شيخه، وأرى أن في الإسناد تصحيفًا، وبين أبي نعيم وهاشم بن القاسم بن شيبة الحراني شخصان أو ثلاثة، فإن هاشم بن القاسم هذا من كبار العاشرة، وهو صدوق تغير بأخرة، كما في "التهذيب" (٣٠/ ١٢٩ - ١٣٠)، رقم (٦٥٢٩) و"التقريب" (٧٢٥٥) و"الاغتباط" (١١١) وغيرها، وهو أقدم وفاة من الإمام أحمد، وأبو نعيم يروي عن الإمام أحمد -مع علو الإسناد إليه- بواسطة رجلين فأكثر. والله أعلم.
(١) عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وشيخه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة.
(٢) أخرجه في "الكبرى" (١/ ٣٨) من طريق أحمد بن الخليل، عن الواقدي به، ثم قال: "والواقدي لا يحتج به".
وعن الواقدي رواه الحارث بن أبي أسامة ["بغية الباحث" (١٦٠)، و"إتحاف الخيرة" (١٢٢٩)]، ونقله بإسناده عنه الديلمي (٢/ ١٤٩/ ب)، والواقدي متهم بالوضع، وبه أعله ابن الملقن في "البدر المنير" (٢/ ١٨)، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ١٦٧)، والبوصيري في "الإتحاف".
(٣) لم أقف عليه، ولم يذكر له الحافظ الهيثمي في "بغية الباحث" رقم (١٦٠)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة" (٢/ ١٥٠)، رقم (١٢٢٩) إلا الرواية المذكورة عن الواقدي، ولم أقف على أحد عزاه للحارث بن أبي أسامة من غير هذا الوجه، وقد ذكره ابن دقيق العيد في "الإمام" (١/ ٣٨٨)، وابن الملقن في "البدر المنير" (٢/ ١٧)، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ١٦٧) وغيرهم عن الخطيب في "المتفق والمفترق" (١/ ٩٤٩، ترجمة: ٥١٤ - ٣) من رواية سعيد بن عفير عن ابن لهيعة، وضعفوه بابن لهيعة، ونقلوا ذلك عن البيهقي في "السنن" (١/ ٣٨).
وتقدم أن ابن لهيعة كان يقرأ كلما دفع إليه، ويتلقن، ولفظه هذا هو لفظ حديث مسلمة بن علي الخشني -متروك- عن معاوية بن يحيى الصدفي -ضعيف- بإسناده، عند تمام في "الفوائد" رقم (٢٤٨)، فلعل هذا هو أصل حديث ابن لهيعة، وأدخل عليه. والله أعلم.