للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رابع عشر "المجالسة" من جهة ابن الأعرابي، قال: مر ابن عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضحى، فركضه برجله، وقال له: قم إنك لنائم الساعة التي يقسم الله فيها الرزق لعباده، أو ما سمعت ما قالت العرب فيها؟ قال: وما قالت العرب يا أبت؟ قال: زعمت العرب أنها مكسلة مهرمة منساة للحاجة، ثم يا بني! نوم النهار على ثلاثة:

نوم حُمْق: وهي نومة الضحى، ونومة الخُلُق: وهي التي روي "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" (١)، ونومة الخُرْق: وهي نومة بعد العصر، لا ينامها إلا


= وحكم الجماعة من الأئمة المتقدمين مقدم على ما تفرد به ابن حبان، ولم يذكر أمثلةً يعتبر بها لما ذهب إليه حتى يُعْرَف مدى صحة حكمه، وهل الحمل فيها على من دونه؛ كابنه ويعقوب القمي وغيرهما، أو عليه هو.
وأما رواية ابن هانئ عن أحمد فإما خاص بحديث، أو أن ابن هانئ أخطأ في النقل، وهذا حكم الإمام أحمد في ابنه عبد الملك بن هارون، كما في "العلل" (٢٦٤٨)، وللبرقاني عن الدارقطني روايتان، وما وافق منهما الجماعةَ أولى من الأخرى التي أقوى الاحتمالين فيه أن يكون من خطإ النقل، أو تصحيفَ نظرٍ من النساخ. والله أعلم.
وانظر: "الطبقات" لابن سعد (٦/ ٣٤٨)، "العلل لأحمد" (٣٠٩٢)، "سؤالات أبي داود" - تحقيق زياد منصور (٣٦٩)، "سؤالات ابن هانئ" (٢١٦٢)، "المعرفة" للفسوي (٣/ ١٠١)، "الجرح والتعديل" (٩/ ٩٢ - ٩٣)، رقم (٣٨٤)، "العلل" لابن أبي حاتم (٦٥١)، "الثقات" للعجلي (١٨٧٦)، ولابن شاهين (١٥١٩)، "الكنى" للدولابي (٢/ ٧٨١)، رقم (١٣٥٦)، "سؤالات البرقاني" (٢٥٢)، "موضح الأوهام" للخطيب (٢/ ٥٣٣ - ٥٣٤)، رقم (٥١١)، "التهذيب" (٣٠/ ١٠٠ - ١٠٢)، رقم (٤٥٣٩)، "التقريب" (٧٢٣٦).
ولأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" (١/ ٢١٩) عن أبي هريرة مرفوعًا: "كره لكم ثلاثة: الصبحة، وأن يبرأ الرجل من أخيه، وفخره على أخيه"، وإسناد واه جدًّا، فيه يحيى بن عبيد الله التيمي المدني نزيل الكوفة، عن أبيه، ويحيى متروك، يروي عن أبيه ما لا أصل له، وأبوه جهله غير واحد من الأئمة، ولا يروي عنه غير ابنه هذا، وتقدمت ترجمتهما (ح ١٠٩). والله أعلم.
(١) قال الإمام أحمد: "لا أعرفه عن النبي ، إنما هو عن منصور عن مجاهد عن عمر " ["المنتخب من علل الخلال" (ص ٨٤، ح ٢٤)]. وعليه فالرواية المرفوعة به منكرة، ومجاهد لم يدرك عمر . والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>