وعصام بن يزيد الأصبهاني: كان خادم الثوري، لازمه ثلاث عشرة سنة، وكان رسولَه إلى المهدي، وعدَّه محمد بن يحيى بن منده -حافظُ حديث الثوري- ثاني أرفع الرواة الأصبهانيين عن الثوري، وذلك بعد النعمان بن عبد السلام، وقال ابن حبان: "عصام .. : يتفرد ويخالف، وكان صدوقا"، وقالت عافية بنت يزيد بن عجلان -زوجة عصام، وكانت متعبدة صالحة-: "كان عند عصام أربعون صحيفة، ولم يسمع محمد منها إلا أربع صحائف"، قال أبو الشيخ: "ولا يعلم روى محمد بن عصام من غرائبه شيئًا". انظر: "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٦)، رقم (١٤٣)، (٨/ ٤٤٩)، رقم (٢٠٦١)، "الثقات" لابن حبان (٨/ ٥٢٠)، "طبقات المحدثين بأصبهان" (٢/ ٦، ١١٢)، "تاريخ أصبهان" (٢/ ١٥٧). ورواية عصام هذه متابعة قوية أخرى لرواية القطان وغيره عن الثوري، لا يختلف عنها إلا في التصريح بالواسطة بين محمد بن عمر بن علي وبين جده علي ﵁ مبهمًا. والله أعلم. وأخرجه أبو نعيم كذلك (٣/ ١٧٧)، (٧/ ٩٣) من طريق محمد بن إسحاق في "السيرة" (باب ما اتخذ النبي ﷺ من السراري، الحديث: ١٤٢) عن إبراهيم بن محمد بن علي عن أبيه عن جده علي ﵁. ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٧٧)، والبزار (٦٣٤)، والطحاوي في "المشكل" (١٢/ ٤٧٣)، رقم (٤٩٥٣) وأبو الشيخ في "الأمثال" (١٥٦)، والخطيب (٣/ ٦٤)، رقم (١٠١٩)، والضياء في "المختارة" (٧٣٥)، وابن عساكر (٣/ ٢٣٦)، (٥٤/ ٤١٧)، وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات" (١/ ٤٩٨) وغيرهم من طرق عن أبي كريب محمد بن العلاء، وعن عبيد -وهو ابن يعيش المحاملي العطار الكوفي- وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، ثلاثتهم: عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق به مصرحًا بالتحديث. قال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ من وجه متصل عنه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"، وقال أبو نعيم: "هذا غريب لا يعرف مسندًا بهذا السياق إلا من حديث محمد بن إسحاق"، وقال أيضًا: "جوده ابن إسحاق"؛ يعني: أنه رواه مجود الإسناد متصلًا، وهو إسناد حسن، وصححه الألباني ["الصحيحة" (١٩٠٤)]. قال الضياء: "له شاهد في صحيح مسلم من رواية أنس بنحوه"، وهو عند مسلم (ح ٢٧٧١) عن ثابت عن أنس ﵁ بالقصة، وليس فيه محل الشاهد، إلا أن ابن الأثير أورده في "جامع الأصول" (٣/ ٥١٣)، رقم (١٨٣٠) عن مسلم، فقال: "وفي أخرى: "قال له: أحسنتَ، الشاهدُ يرى ما لا يرى الغائب". أخرجه مسلم"، فلعله في بعض نسخ "الصحيح". والله أعلم. =