وفيه يحيى بن المتوكل؛ وهو أبو بكر الباهلي البصري: قال ابن معين: "لا أعرفه"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٦١٢)، وقال: "كان روايًا لابن جريج، .. كان يخطئ، وليس هذا يحيى بن المتوكل الذي يقال له أبو عقيل صاحب بهية؛ ذاك ضعيف"، وسكت عنه البخاري في "التاريخ" (٨/ ٣٠٦)، رقم (٣١٠٨)، وابن أبي حاتم في "الجرح" (٩/ ١٩٠)، رقم (٧٨٩)، وذكر العراقي في "ذيل الميزان" (٧٣٤) أن البيهقي أشار إلى تضعيفه في (باب نزع الخاتم عند دخول الخلاء)، حيث روى حديثًا من طريقه شاهدًا، فقال: "شاهد ضعيف". والحديث المشار إليه عند البيهقي في "السنن" (١/ ٩٥) مَن دونه من رجاله كلهم ثقات، إلا أنه من روايته عن ابن جريج عن الزهري عن أنس ﵁ بالعنعنة، وابن جريج مدلس، فيحتمل أن يكون تضعيف البيهقي له من أجل هذه العنعنة، لا سيما وهو لم يسمِّ فيه راويًا معينًا بالجرح. وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، من التاسعة"، وقال الذهبي: "صدوق"، ولعله إلى اللين أقرب منه إلى الصدوق. والله أعلم. ووحد ابن عدي (٧/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، رقم (٢١٠٨) بينه وبين أبي عقيل يحيى بن المتوكل المدني مولى العمريين، والذي يعرف بصاحب بهية، وتبعه عليه ابن الجوزي في "الضعفاء" (٣٧٥٠)، ولم يوافقا عليه. وانظر: "سؤالات ابن الجنيد" (٨٧٩)، "الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم (٢/ ١٧٢)، رقم (٥٧٣)، "فتح الباب" (١/ ١٣٧)، رقم (١٠٠٨)، "تاريخ بغداد" (١٤/ ١٥٣)، رقم (٧٤٦٦)، "تهذيب الكمال" (٣١/ ٥١٦)، رقم (٦٩٠٩)، "المغني" (٧٠٣٩)، "تهذيب التهذيب" (١١/ ٢٧٢)، "التقريب" (٧٦٣٤). وذهب الشيخ الألباني في "الضعيفة" (٢٨٣٢) إلى أنه أبو عقيل صاحب بهية، فنقل قول الذهبي في "الضعفاء" فيه، وليس راوي الإسناد ذاك. والله أعلم. وفيه أيضًا: عنبسة بن مهران الحداد؛ قال ابن معين: "لا أعرفه"، وقال البخاري: "لا يتابع على حديثه"، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث"، وقال العقيلي: "يهم في حديثه"، وقال ابن حبان: "كان ممن يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، وفي حديثه من المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة"، وأورد له ابن عدي حديثًا منكرًا، فقال: "لم أعرف له غير هذا الحديث، ولم يحضرني غيره، وابن معين لا يعرفه؛ لأنه ليس بالمعروف"، فهو مجهول لم يرو عنه غير يحيى بن المتوكل، =