قال البيهقي: "تفرد به أبو هلال الراسبي، ورواه عنه جماعة"، ولا تنفعه رواية الجماعة له عن أبي هلال، فإنها لا تخلو من ساقط يتهم في الحديث، فسعيد بن عنبسة القطان أبو عثمان الرازي الخراز وأحمد بن الخليل بن حرب القومسي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي النبيسابوري ومحمد بن زكريا الغلابي أربعتهم متهمون. انظر: للقطان؛ "الجرح والتعديل" (٤/ ٥٢ - ٥٣)، رقم (٢٢٧)، وللقومسي: "سؤالات البردعي" (٢/ ١٠٨٨ - ١٠٩٤)، "الجرح والتعديل" (٢/ ٥٠/ ٩٤)، "التقريب" (٣٤)، وللغلابي: "الضعفاء" للدارقطني (٤٨٣)، "الميزان" (٣/ ١٦٦، رقم ٦٠٠٣، ٣/ ٥٥٠، رقم ٧٥٤٣)، "اللسان" (٥/ ١٧٣)، رقم (٧٤١٩)، والسلمي تقدمت ترجمته. وفي رواية السلمي علة أخرى فوقه أيضًا، فيه عباس بن بكار الضبي البصري: قال أبو حاتم: شيخ ["الجرح والتعديل" (٦/ ٢١٦)]، وقال ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٥١٢): "كان يغرب، حديثه عن الثقات لا بأس به"، فكأنهما لم يعرفاه، ولا سيما ابن حبان، وقد وهاه غيرهما، فقال ابن عدي (٥/ ٥): "منكر الحديث عن الثقات وغيرهم"، وقال أبو نعيم ["الضعفاء" (١٧٩)]: "يروي المناكير، لا شيء"، وكذبه الدارقطني "الضعفاء" (٤٢٢). وأما إسماعيل بن عيسي البصري؛ فلم أجد له ترجمة، وكذا قال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ح ٦٥٧)، فلعله سرقه من بعض من تقدم من الكذابين. والله أعلم. ولهذه العلل وهاه المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ((ص ١٥٨)، حديث (٤٩٥/ ٣٧)، هامش: ٢)، والألباني في "الضعيفة" (٨/ ٧٠)، ولا وجه لتحسين ابن مفلح له في "الآداب الشرعية" (٢/ ٤١٣) من طريق القومسي، وهو متهم. ويضاف إلى ما سبق أن أبا هلال نفسه فيه كلام، وعليه قال المعلمي: هو من أهل الصدق، إلا أنه كان أَعمَى سيءَ الحفظ، روى عدة أحاديث غير محفوظة. ومع العلل السابقة لا داعي للتعليل به. والله أعلم. (١) هو: عمرو بن بكر بن تميم السكسكي الشامي: متروك، وكذبه ابن حبان واتهمه هو والحاكم والذهبي، ونص ابن عدي وأبو نعيم وغيرهما على روايته عن الثقات بالمناكير. انظر: "المجروحين" (٢/ ٧٨ - ٧٩)، "المدخل إلى الصحيح" (١٠٦)، "الكامل" =