فرواية ابن الجعد ومن بعده بينت الإبهام الوارد في الطرق الأخرى، والخطأ الوارد فيها، فإن هذا ليس من شعر ابن رواحة، بل لطرفة بن عبد، ولذا علق عليه يحيى بن آدم بعد روايته له بقوله: "يقال: هذا شعر طرفة، "ويأتيك" مبتدأ البيت"، وهذا منه يومي إلى أن الاضطراب والخطأ فيه من شريك. والله أعلم. والخلاصة أن الحديث حسن الإسناد، ولكن نسبة البيت إلى عبد الله بن رواحة ﵁ معلَّة. والله أعلم. نعم؛ تمثله ﷺ بأشعار عبد الله بن رواحة ﵁ والرجز الكامل منه ثابت في الصحيحين، من حديث أنس (خ: ٢٨٣٥، م: ١٨٠٥)، والبراء (خ: ٢٨٣٧، ٣٠٣٤، ٤١٠٤، م: ١٨٠٣) وغيرهما ﵃. فالنفي في رواية الشعبي وغيره يعني الرجز الكامل من أشعار الجاهلية ونحوها، وبه ينتهي الإشكال. والله أعلم. وانظر: "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (١٠/ ٥٤١ - ٥٤٢). (١) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٧٩٣)، وابن عدي (٦/ ١٠٩) من طريق الثوري عن الليث. وليث بن أبي سليم؛ صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك، ولكنه توبع هنا متابعة قاصرة. فرواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (٢/ ١٦١)، رقم (١٣٥٣) من طريق محمد بن عامر بن إبراهيم بن واقد أبي عبد الله الأصبهاني، عن أبيه، عن يعقوب [ابن عبد الله القمي] عن جعفر [ابن أبي المغيرة القمي] عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﵄، قال: إن الناس يزعمون أن هذا قول طرفة، ما قالها إلا نبي: .. بشطريه. وإسناده حسن إن شاء الله؛ يعقوب وجعفر صدوقان يَهِمان ["التقريب" (٩٦٠، ٧٨٢٢)]، وعامر ثقة ["التقريب" (٣٠٨٥)]، وابنه محمد: قال أبو نعيم: "كان يجري في مجلسه فنون العلم؛ الفقه والنحو والغريب والشعر والحديث"، وصدقه ابن أبي حاتم ["الجرح والتعديل" (٨/ ٤٤)، رقم (٢٠٢)]. فالحديث بطريقيه حسن الإسناد، وما تقدم عن عائشة ﵂ بنسبته لطرفة بن العبد أصح إسنادًا، ولعل ابن عباس ﵄ يريد تمثل النبي ﷺ به وتقريره له، وليس إنشاده. والله أعلم.