وتابعه قيس بن الربيع عن حماد به عند ابن عدي (٦/ ٤٥)، وهو معل أيضًا، أعله ابن عدي بقيس بن الربيع؛ وهو صدوق في نفسه، ولكنه تغير حفظه لما كبر، وبلي بابن سوء كان يدخل عليه ويلحق في كتبه ما ليس من حديثه فيحدث بها، فتركه من أجله جمع من الأئمة، وضعفه آخرون، وتقدمت ترجمته (ح ٢) فهو ممن يستأنس به، ولا يعتد بما يتفرد به. وهذا حسنه الألباني في "الصحيحة" (١٨١٥) بالطريق الأول على اعتبار أن أبا معاوية العباداني وسعيد بن زُربي اثنان -كما وقع خطأً في رواية أبي نعيم-، وليس الأمر كذلك، فهما واحد، ولا تقويه متابعة قيس بن الربيع، لما تقدم من اختلاطه وتلقنه وتحديثه بما ليس من حديثه. والله أعلم. (١) قال في "معالم السنن" (ح ٣٨٢): "ورواه معمر عن منصور عن طلحة، فقدَّم الأصوات على القرآن، وهو الصحيح"، وزاد: "وفيه دليل على أن المسموع من قراءة القارئ هو القرآن، وليس بحكاية للقرآن". وقال في تفسيره على اللفظ الأول: "معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، وزعموا أنه من باب المقلوب، .. "، وبنحوه فسره ابن حبان في "الصحيح" (٣/ ٢٥) -وقال: "هذا اللفظ من ألفاظ الأضداد"- وأحمد -كما في "أخلاق أهل القرآن" للآجري (١٧) - والهرويُّ -كما في "الآداب الشرعية" لابن مفلح (٢/ ٤٢٤، ٢٩٩) -، وارتضاه البغوي في "شرح السُّنَّة" (٣/ ٣٧٣). (٢) "الصحيح" (كتاب التوحيد)، باب قول النبي ﷺ "الماهر بالقرآن … " و"زينوا القرآن بأصواتكم"، قبل الحديث (٧٥٤٤). (٣) أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (٢٤٩ - ٢٥٥)، وأبو داود (١٤٧٠)، =