للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزيارة" (١)، وبمجموعها يتقوى الحديث، وإن قال البزار: "إنه ليس فيه حديث صحيح" (٢)، فهو لا ينافي ما قلناه.

وقد أنشد ابن دريد في معناه (٣):

عليك بإغباب الزيارة إنها … إذا كثرت كانت إلى الهَجْر مَسلكا

فإني رأيت الغيث يُسْأَم دائمًا … ويُسْأل بالأيدي إذا هو أمسكا

وقال غيره (٤):


(١) ذكره السيوطي في "نظم العقيان" (ص ٤٨)، رقم (٣٤) باسم: "الإنارة بطرق حَدِيث غب الزِّيَارَة"، وذُكر في "كشف الظنون" (١/ ١٧٠)، و"هدية العارفين" (١/ ١٢٩) باسم: "الإنارة في الزيارة"، وذكره عبد الحي الكتاني في "فهرس الفهارس" (١/ ٢٧٧، ٣٣٥) باسم: "الإنارة بطرق حديث الزيارة"، وزعم أنه في مسألة زيارة قبر النبي ردًّا على شيخ الإسلام ابن تيمية، وذلك وهم. والله أعلم.
(٢) "مسند البزار" (١٦/ ١٩١)، رقم (٩٣١٥)، وقال العقيلي أيضًا (٣/ ٤٢٣): "أحاديث هذا الباب فيها لين". وقال ابن حبان في "روضة العقلاء" (١١٦): "قد روي عن النَّبيّ أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة، حيث يقول "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا"، إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهة النقل، فتنكبنا عن ذكرها، وإخراجها في الكتاب". هذا وكلام أحمد والرازيين وابن عدي وغيرهم من الأئمة أيضًا يفيد ذلك.
(٣) نقله السيوطي في "الازدهار" (١/ ٥) عن العسكري في "الأمثال"، أن أبا بكر بن دريد أنشدهم به، وهو عند أبي هلال في "جمهرة الأمثال" (١/ ٥٠٥)، رقم (٩١٥) عن أبي أحمد، عن ابن دريد، بنحوه، إلا أن المصرع الثاني للبيت الأول فيه:
… تكون إذا دامت إلى الهجر مسلكا
وبنحوه عن آخرين في "روضة العقلاء" (١١٦)، و"اعتلال القلوب" للخرائطي (٢/ ٢٩٥)، رقم (٥٨٧).
(٤) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وهو من شعر يونس بن حبيب النحوي؛ أسنده أبو الشيخ في "الأمثال" (١٥)، والبيهقي في "الشعب" (١٠/ ٥٦٧)، رقم (٨٠٠٨) -واللفظ له- من طريقي نعمان بن عبدالسلام والنضر بن شميل؛ عن يونس، أنه أنشد في معنى الحديث، واللفظ للبيهقي:
أغْبِبْ زِيَارَتَكَ الصِّدِّيـ … ـــــقَ يَرَاكَ كَالثَّوْبِ اسْتَجَدَّهْ
إِنَّ الصَّدِيقَ يُمِلُّهُ … أَن لا يزَالَ يَرَاكَ عِنْدَهْ
ولفظ أبي الشيخ: "يجدك كالثوب"، ونُسِب بنحوه في "تاريخ أصبهان" لأبي نعيم (٢/ ١٥٥)، رقم (١٣٤٣) إلى النعمان نفسه، وهو وهم. ونسب بنحوه للكريزي عند =

<<  <  ج: ص:  >  >>