وطلحة بن عمرو الحضرمي متروك، وسَلْم بن سالم: هو البلخي الزاهد؛ مجمع على ضعفه، كذبه ابن المبارك وأبو زرعة الرازي وغيرهما، وقال ابن حبان: "منكر الحديث، يقلب الأخبار قلبًا". وانظر: "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٦٦ - ٢٦٧)، رقم (١١٤٩)، "الضعفاء" للعقيلي (٢/ ١٦٥)، رقم (٦٧٨)، والدارقطني (٢٦٠)، "المجروحين" (١/ ٣٤٤)، "الكامل" (٣/ ٣٢٦ - ٣٢٧)، "تاريخ بغداد" (٩/ ١٤٠ - ١٤٤)، رقم (٤٧٥٥)، "اللسان" (٣/ ٧٢ - ٧٣)، رقم (٣٨٥٢). فسَلْم هذا هو الآفة، أقلبه من حديث طلحة عن عطاء عن أبي هريرة ﵁، إلى ابن عباس ﵄. والله أعلم. (١) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨٧) -ونقله عنه الديلمي (٢/ ١٥٦/ ب) - عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان، وابن عدي (٣/ ١٤٦) من طريق عيسى بن صالح المؤذن، كلاهما عن رَوح بن صلاح -ويقال: ابن سيابة- عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر ﵄ مرفوعًا. قال الطبراني: لم يروه عن نافع إلا يزيد بن أبي حبيب، ولا عن يزيد إلا ابن لهيعة، تفرد به رَوح بن صلاح. وقال ابن عدي: "وهذا الحديث بإسناده غير محفوظ، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا؛ فإنه ليس بمعروف، .. وروح حديثه ليس بكثير وفي بعضه نكرة". وتوبع عيسى عليه عند الطبراني، فلا يحمل إلا على روح، وهو روح بن صلاح ابن سيابة -وسيابة أمه- أبو الحارث الموصلي، نزيل مصر: ذكره ابن يونس المصري وابن منده وغيرهما بالمناكير عن الثقات، وقرنه أحمد بن محمد بن زكريا بن أبي عتاب أبو بكر الحافظ المعروف بأخي ميمون -نزيل مصر- بالكذابين، فقال: "اتفقنا على أن لا يكتب بمصر حديث ثلاثة: على بن الحسن السامي، وروح بن صلاح، وعبد المنعم بن بشير"، وأقره عليه الدارقطني وغيره، والسامي وعبد المنعم قد رُمِيا بالوضع، فهو قرينهما. والله أعلم. ولم يعرفه ابن حبان فأدرجه في "الثقات" (٨/ ٢٤٤)، وأبعد الحاكم فقال: "ثقة مأمون، من أهل الشام". وانظر: "الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم (٣/ ٤١٩/ ١٦٣٧)، "الكامل" (٣/ ١٤٦/ ٦٦٧)، "فتح الباب" لابن منده (١/ ٢٥١/ ٢١٣٩)، "سؤالات البرقاني" (١٨)، "سؤالات السجزي للحاكم" (٦٨)، "الميزان" (٢/ ٥٨/ ٢٨٠١)، "اللسان" (٣/ ٤٨٠/ ٣١٦٥). هذا؛ وابن لهيعة مدلس، واختلط بأخرة، فكان يتلقن، ويحدث بكل ما يؤتى له، سواء كانت من حديثه أم لا، وروح من متأخري أصحابه. والله أعلم.