كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وأخرجه أحمد، والدارمي، والترمذي، ولفظه: "رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، وهي على رِجل طائر (١) ما لم يُحَدَّث بها، فإذا حُدِّثَ بها وقعت"، وقال: "إنه حسن صحيح".

صححه ابن حبان، والحاكم (٢)، وابن دقيقٍ العيد، وقال: "إنه على شرط مسلم" (٣).

= وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (٥/ ٤٩٦)، رقم (٥٩٠٩)، وقال في "المشاهير" (٩٧٣): "من الأثبات"، وحكم الترمذي على حديثه بأنه "حسن صحيح"، وصحح إسناده الحاكم، وحسنه الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٤٣٢)، وعضده بشواهد متقاربة له في القوة والضعف، ويعضدهم عدم كلام الأئمة فيه مع ذكرهم له والخلافِ فيه. والله أعلم.
وقال الإمام أحمد في "العلل" - رواية ابنه عبد الله (٢/ ١٦٢)، رقم (١٨٧٤): "ذكرنا عند وكيع بن الجراح أحاديث يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس"، فقلت: "هذا يروى عنه خمسة أحاديث"، فجعل يذكر ذلك.
قال الإمام أحمد: "لم يسمعها، هذه أحاديث معروفة لم يسمعها".
هذا ولم يتبين لي من الذي عناه الإمام أحمد بقوله: "لم يسمعها"، هل يعلى لم يسمعها من ابن حدس، أو أن وكيع بن الجراح كان لم يسمع هذه الأحاديث حتى ذكرها له الإمام أحمد وأصحابه. فالله أعلم.
(١) قال ابن الأثير: لا يستقر تأويلها حتى تعبر، يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت، كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله، فكيف يكون ما على رجله؛ يسقط بأدنى حركة. "النهاية" (٢/ ١٧٣، ٣/ ١٢٣) بتصرف.
(٢) وأخرجه أحمد (١٦١٩٥، ١٦١٩٦، ١٦٢٠٥) والترمذي (٢٤٤٧، ٢٤٤٨) -من طريق الطيالسي، وهو في مسنده (١١٨٤)، وغيره- والدارمي (٢١٤٨) والطحاوي في "شرح المشكل" (٢/ ١٦٣)، رقم (٦٨١) وابن حبان (٦٠٤٩) والحاكم (٤/ ٣٩٠) وغيرهم؛ من طرق عن شعبة، عن يعلى به نحوه.
وهو عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات" (١٦٩٧) -ومن طريقه عند الطبراني في "الكبير" (١٩/ ٢٠٤)، رقم (٤٦١) - عن علي بن الجعد، عن هشيم وشعبة معًا.
وفرقهما الطبراني (١٩/ ٢٠٥ - ٢٠٦)، رقم (٤٦٢، ٤٦٤) من طريق ابن أبي شيبة عن هشيم، وعن غندر عن شعبة.
(٣) لم أقف على مصدره، وتعقبه الألباني في "الصحيحة" (١٢٠) بأن وكيع بن حدس لم يخرج له مسلم ولم يرد توثيقه إلا عن ابن حبان، وجهله ابن القطان، وتقدمت ترجمته.