قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث جعفر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه"، واستغرب حديثًا آخر أيضًا من هذا الوجه، في (٣/ ٢٠٢)، وفيه: "علي بن حفص بن عمر، عن الحسن بن الحسين". وهذا الإسناد فيه عدة علل؛ علتان فيما بعد الملتقى، وعلتان لكل إسناد فيما قبل الملتقى، والأوليان هما: ١ - الحسن بن الحسين بن زيد: هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قتل مع أبي السرايا يوم القنطرة بالكوفة سنة (٢١٩ هـ)، كما في "مقاتل الطالبيين" (١/ ١٣٣)، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل. قال الألباني في "الصحيحة" (٨٣١): "علي بن حفص، والحسن بن الحسين لم أعرفهما". ٢ - أبوه؛ الحسين بن زيد: وثقه الدارقطني في رواية البرقاني عنه (٨٥) ضمن جمع من أهل البيت، قال عنهم: "كلهم ثقات"، وقال ابن المديني: "فيه ضعف، ويكتب حديثه"، وحدث عنه على المنبر، وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم الرازي: "تَعْرِف وتُنْكِر"، وقال ابن عدي (٢/ ٣٥١)، رقم (٤٨١): "وجدت في حديثه بعض النكرة، وأرجو أن لا بأس به"، ولينه الذهبي في "الميزان" (١/ ٤٨٤)، رقم (١٨٢٩)، وقال الحافظ في "التقريب" (١٣٢١): "صدوق، ربما أخطأ، من الثامنة"، فالأقرب تليينه، كما ذهب إليه أكثر النقاد، وتوثيق الدارقطني ضمني، لا يأخذ حكم التوثيق المطلق، والله أعلم. انظر: "سؤالات ابن أبي شيبة" (١٢٩)، "الجرح والتعديل" (٣/ ٥٣)، "الضعفاء" لابن شاهين (١٢٠) "تهذيب الكمال" (٦/ ٣٧٥ - ٣٧٧)، رقم (١٣١٠)، "الميزان" (١/ ٥٣٥)، رقم (٢٠٠٢)، "تاريخ الإسلام" (١٣/ ١٤٩). وأما علتا إسناد الطبراني فيما قبل الملتقى، فهما: ١ - حفص بن بشر الأسدي: سكت عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ١٧٠)، رقم (٧٢٦)، ولم يذكر له راويًا غير أبي كريب، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٣٢٦)، رقم (٤٨٢): "لم أر من ذكره"، فهو في عداد المجهولين. ٢ - وكذا شيخ الطبراني لم أقف فيه على جرح أو تعديل، وروى عنه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" أيضًا، وفات مؤلف "إرشاد القاصي والداني" ذِكرُه في شيوخ الطبراني. وأما علتا رواية أبي نعيم فيما قبل ملتقى الإسنادين، فهما: =