وهو في هذا الحديث دلس ثقة ومتروكًا، أما الثقة فهو عمرو بن عاصم الكلابي، وأما المتروك فشيخه أشعث بن براز الكوفي، على ما بينه ابن عدي عن عيسى بن أبي حرب، قال: "حدثت عمرو بن عاصم عن يحيى بن أبي بكير عن هشيم عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب؛ يعني: عن النبي ﷺ: "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس"، فقال عمرو: أنا حدثت به هشيمًا عن أشعث بن براز حتى يسمعه، فخرج ولم يسمعه، فدلسه"، وهذا إسناد صحيح إلى عمرو بن عاصم، ولذا قال الإمام أحمد -كما في "العلل" له (٢/ ٢٨٣)، رقم (٢٢٦٦)، وشعب الإيمان للبيهقي (١١/ ٢٤) -: "لم يسمعه هشيم من علي بن زيد". بينما روى الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٤/ ١٢٤)، رقم (٧٤٥٧) عن علي بن المديني، قال: "هذا الحديث رواه شيخ ضعيف يقال له أبو أيوب التمار، وكان عندي ضعيفًا، ولم يسمعه هشيم عن علي بن زيد". وأبو أيوب التمار هو: يحيى بن ميمون بن عطاء البغدادي: متروك، وكذبه الفلاس وغيره، كما في "تاريخ بغداد". وعلى كلِّ فمن أيهما كان وأخذه الآخر، فإنه لا يعدو كونه متروكًا، ولا يثبت مسندًا ولا مرسلًا. والله أعلم. (٢) لم أقف عليه في كتب التراجم، وفي هذه الطبقة يحيى بن مخلد المقسمي البغدادي؛ ثقة، من الحادية عشرة. وانظر: "التهذيب" (٣١/ ٥٣٢)، رقم (٦٩١٨)، "التقريب" (٧٦٤٣)، فلعله تصحف من هذا الاسم. والله أعلم. (٣) لم أقف عليه عن هشيم من الوجهين الذين ذكرهما المؤلف ﵀، وقد رواه ابن أبي شيبة (٢٥٩٣٧)، وأحمد في "العلل" (٢/ ٢٨٣)، رقم (٢٢٦٦) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (١١/ ٢٤)، رقم (٨٠٨٩) - وابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف" (١٨) و"قضاء الحوائج" (١٧) و"العقل" (٢٨) -ومن طريقه قوام السُّنَّة في "الترغيب" (٣/ ٢٢٤ - ٢٢٥)، رقم (٢٣٩٧) -، وابن عدي (١/ ٣٧٥)، (٧/ ١٣٥) من =