كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ورواه البيهقي في "الشعب" (١) من جهة الثوري، عن ابن عابس ووقفه، ولفظه: أنه كان يقول في خطبته: "خير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله ﷿" (٢).

وأعاده مقتصرًا على لفظ الترجمة (٣)، ثم ساقه من جهة بقية: حدثنا عثمان بن زفر (٤)، عن أبي عمار الهذلي (٥)، عنه مرفوعًا، بالترجمة فقط، وضعفه (٦).

= وهذا الإسناد الأخير صحيح إلى الحسن بن عمارة، والحسن متروك وكذبه بعضهم، كما تقدم آنفًا.
وأما إسناد ابن لال، ففيه أبو شيخ منصور بن سليمان الواسطي لم أجد له ترجمة، إلا ذكر مولده ووفاته في ترجمة ابنه سليمان في "تاريخ بغداد" (٩/ ٥٠)، رقم (٤٦٣٠)، ومحمد بن موسى بن حماد هو البربري يعرف بقِمَطْر: قال الدارقطني: ليس بالقوي، كما في "سؤالات الحاكم" (٢٢١)، "الميزان" (٤/ ٥١)، رقم (٨٢٣٥)، "المغني" (٦٠١٦).
ثم قال الديلمي: ( … ورواية ابن مسعود ذكر في باب الألف في فصل: إن أحسن الحديث)، وهو من القسم المفقود لمسنده، ولم يورده الحافظ في "زهر الفردوس".
(١) في (ز): "ابن عباس"، وهو خطأ، وابن عابس هو عبد الرحمن المذكور آنفًا.
(٢) "شعب الإيمان" (٢/ ٢٠١)، رقم (٧٢٨) من طريق ابن نمير، عن الثوري.
(٣) "شعب الإيمان" (٢/ ٢٠١ - ٢٠٢)، رقم (٧٢٩) من طريق بشر بن السري، عن الثوري. وسيأتي تمام التخريج لرواية ابن عابس في حرف الشين (ح ٥٩٥).
(٤) هو: الجهني الدمشقي: مجهول، من السادسة، مات بعد سنة (١٣٠ هـ). "التقريب" (٤٤٦٩).
وإذا روى بقية عن المجهولين فليس حديثه بشيء، كما في "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٣٤ - ٤٣٦)، رقم (١٧٢٨)، و"الكامل" (٢/ ٧٢ - ٨٠)، رقم (٣٠٢)، على أنه يدلس تدليس التسوية، والإسناد معنعن فوق شيخه أيضًا.
(٥) كذا في الأصول الخطية، وفي "شعب الإيمان": (الأسدي)، وهو الصواب، وهو مجهول أيضًا، كما قال أبو حاتم.
انظر: "الجرح" (٩/ ٤١٣)، رقم (٢٠١١)، "المغني" (٧٦٣٤)، "الميزان" (٤/ ٥٥٤)، رقم (١٠٤٤٠)، "اللسان" (٩/ ١٣٠)، رقم (٨٩٨٤).
(٦) "شعب الإيمان" (٢/ ٢٠٢)، رقم (٧٣٠)، مسبوقًا بالحكم عليه بالضعف، إثر الرواية الموقوفة.