ولم أر أحدًا اعتبر جرجان من توابع الري، وهذا قد يضعف الاطمئنان إلى ذلك الظن من الشيخ الألباني ﵀، والذي يظهر من صنيع الحافظ السهمي أنه آخر غير السندي بن عبدويه. ولم أجد في شيوخ السندي محمد بن مطرف، ولا في تلاميذه الهيثم بن أيوب الرازي، وإن كان مَنْ ذُكِر من شيوخه وتلاميذه -وذُكِر أنهم جماعة- من طبقتي محمد بن مطرف والهيثم، إلا أن مما يشكل في الأمر أن السهمي لم يذكر له شيخًا إلا محمد بن مطرف أبي غسان، والسندي بغيره أشهر، والعادة في التراجم أن يذكر المشاهير. والله أعلم. وقال الألباني في "الصحيحة" (٣/ ٤٤٥) بالنسبة للطريق الثاني: "لا أدري! تصحف اسم "سهل" بـ "إسماعيل" على بعض النساخ، أم الرواية هكذا عند الخطيب؟ ولم أجد في الرواة من هذه الطبقة من يدعى إسماعيل بن عبد الرحمن، فالظاهر أنه تصحف على بعض الناسخين، أو أخطأ فيه بعض رواة السند إليه. والله أعلم". وقد وجدت من هذه الطبقة أكثرَ مِنْ راوٍ يسمى (إسماعيل بن عبد الرحمن)، يروون المناكير عن الأئمة الثقات كمسعر ومالك، إلا أنه لا يخلو طريق منها عن مجهول فأكثر قبلهم، مما يمنع من الجزم في الحمل عليهم، ولم يتبين لي أيضًا هل هو واحد أو من المتفق والمفترق. وعلى كل ففي تصحيح الحديث بل وتحسينه نظر بين. والله أعلم. (١) أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (٢/ ٢١٣)، وأبو الحسين البوشنجي في "المنظوم والمنثور" (١٧٨/ ١)، وفيه الحسين بن علوان الكوفي، كذبه جماعة من الأئمة، ونسبوه إلى الوضع، وتقدم (ح ٨٧). (٢) هو: مسور بن الصلت بن ثابت بن وردان أبو الحسن، المديني مولى رسول الله ﷺ، نزيل الكوفة: أجمعوا على ضعفه، إلا ما روى ابن حبان في "المجروحين" عن صالح بن محمد جزرة عن ابن معين أنه قال: "شيخ صدوق"، بينما روى العقيلي من رواية الدوري عن ابن معين تضعيفه له. =