وأبو بكر بن أبي مريم الغساني؛ هو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، وقد ينسب إلى جده، قيل اسمه بكير، وقيل عبد السلام، ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، من السابعة. "التقريب" (٧٩٧٤). وقد ضعفه ابن معين وإسحاق وأحمد والرازيان والجوزجاني وابن حبان وابن عدي وآخرون، بل حكم أبو زرعة الرازي بأنه منكر الحديث، وقال الدارقطني -في رواية البرقاني عنه-: "متروك"، وقال ابن حبان: "كثرت المناكير في حديثه فاستحق الترك"، وقال غير واحد: "ليس بشيء"، وقال عيسى بن يونس السبيعي: "كان يجمع في روايته بين الشيوخ؛ يعني: يتلقن ذلك"، والله أعلم. وانظر: "العلل" لأحمد (١/ ٥٦٠)، رقم (١٣٣٧)، (٢/ ٣٩)، رقم (١٤٨٤)، (٢/ ٩٩)، رقم (٤٣٧٠)، "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٠٤ - ٤٠٥)، رقم (١٥٩٠)، "أحوال الرجال" (٣١٥)، "المجروحين" (٣/ ١٤٦)، "تهذيب الكمال" (٣٣/ ١٠٨ - ١١٠)، رقم (٧٢٤١)، "تهذيب التهذيب" (١٢/ ٢٦ - ٢٧)، رقم (٨٣٠٣). والأشياخ الذين روى عنهم أبو بكر بن أبي مريم مبهمون في عداد المجاهيل، وهو مخلط في الشيوخ. والله أعلم. فهذا الإسناد ضعيف جدًّا. وقد رُوِيَ عنه ﵁ موقوفًا مِنْ غير وجهٍ، وهو المحفوظ، ومنها: ١ - ما رواه أحمد في "الزهد" (١٩٩) عن ابن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء ﵁ قال: "العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير فيما سواهما". وهذا إسناد حسن لذاته إن شاء الله، رجاله ثقات سوى أبي الزاهرية حُدَير بن كُرَيب الحضرمي الدمشقي، فصدوق، كما في "التقريب" (١١٥٣)، ومعاوية بن صالح بن حُدَير الحضرمي الحمصي؛ صدوق له أوهام، كما في "التقريب" (٦٧٦٢)، وهما من رجال مسلم في الصحيح. ٢ - ورواه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢١٣) من طريق حجاج بن دينار، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن أبي الدرداء ﵁، قال: "تعلموا قبل أن يرفع العلم، إن رفع العلم ذهاب العلماء، إن العالم والمتعلم في الأجر سواء، وإنما الناس رجلان، عالم ومتعلم، ولا خير فيما بين ذلك". وهذا -والله أعلم- إسناد حسن أيضًا، رجاله كلهم ثقات، سوى حجاج بن دينار =