كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وأخرجه مسلم بمعناه؛ من حديث أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: احملني! فقال: "ما أجد ما أحملك عليه، ولكن ائت فلانًا فلعله يحملك"، فأتاه، فحمله، فقال ﷺ: "من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله" (١).

ولابن ابن عبد البر عن أبي الدرداء من قوله: "الدال على الخير وفاعله شريكان" (٢).

= (١٤/ ٦٥)، رقم (٧٥٢٠)، والضياء في "المختارة" (٢١٩٣) وغيرهم من طريق أحمد بن بشير المخزومي، عن شبيب بن بشر البجلي الكوفي، عن أنس ﵁. وقال الترمذي: "غريب من هذا الوجه، من حديث أنس عن النبي ﷺ"، يشير إلى ما قاله الدارقطني في "الغرائب" -كما في "أطرافه" لابن القيسراني (٢/ ١١٦)، رقم (٩٠٩) - من تفرد أحمد بن بشير عن شبيب به. وقال الألباني: "حسن صحيح"، وفي الصحيحة (٤/ ٢٢٠)، رقم (١٦٦٠): "إسناده حسن، رجاله موثقون"، وحسن إسناده في "الضعيفة" (ح ٦٨٠٧) وغيره أيضًا.
وشبيب بن بشر؛ قال البخاري: منكر الحديث -كما في "ترتيب العلل الكبير للترمذي" (٢/ ٤٤٨) - وهو عند غيره فوق هذا بكثير، فوثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم الرازي، وقال ابن حبان في "الثقات" "يخطئ كثيرًا"، وعليه قال الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ، من الخامسة"، فحديثه حسن إن شاء الله تعالى.
وانظر: "تاريخ ابن معين" - رواية الدوري (٤/ ٨٥)، رقم (٣٢٦٥)، "الجرح والتعديل" (٤/ ٣٥٧)، رقم (١٥٦٤)، "الثقات" (٤/ ٣٥٩)، "تهذيب الكمال" (١٢/ ٣٥٩)، رقم (٢٦٨٩)، "التقريب" (٢٧٣٨).
٢ - وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (٣٨٤) من طريق هارون المستملي، حدثنا زياد بن سهل الحارثي -وكان ثقة- بمصر، حدثتني أم سلمة الأنصارية؛ أخت معبد بن خالد -وكانت صالحة- عن أنس ﵁. وفي "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢٥)، رقم (٧٣٥٧)، ترجمة هارون بن سفيان بن بشير المستملي: بالإسناد نفسه: "حدثتني أم سلمة الأنصارية؛ وكانت أخت أم معبد بن خالد".
وأم سلمة الأنصارية أخت معبد -أو أم معبد- لم أقف على ترجمتها، إلا أن الراوي عنها -وقد وثقه هارون الديك الحافظ مستملي يزيد بن هارون- أثنى عليها بقوله: "وكانت صالحة". فهي مستورة، وصالحة للاعتبار -إن شاء الله تعالى-، وتقدم عن أنس ﵁ بإسناد حسن فيقويه. والله أعلم.
(١) أخرجه مسلم (ح ١٨٩٣)، وأبو مسعود هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة البدري الأنصاري ﵁.
(٢) رواه ابن عبد البر في "الجامع" (١/ ٧٩)، رقم (٦١) -وقبله ابن أبي خيثمة في "العلم" =