(٢) الأحاديث التي ذكرها المصنف لا تصلح للتقوية؛ فكلها شديدة الضعف، كما تقدم في تخريجها. لكن في الباب ما هو أصلح: * فمنها: ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٦/ ٥٨) رقم (٥٧٨٧)، والنقاش في "فوائد العراقيين" (١٠٥) رقم (٩٩)، والقضاعي في "الشهاب" (١/ ١٠٨) رقم (١٢٩)، والبيهقي في "الشعب" (١٠/ ١١٥) رقم (٧٢٥٢)؛ كلهم من طريق علي بن بهرام عن عبد الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر ﵁ مرفوعًا: "خير الناس أنفعهم للناس". وسنده ضعيف: ابن جريج مدلس، وقد عنعن. وعلي بن بهرام: ترجم له الخطيب في "التاريخ" (١١/ ٣٥٣)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وتابعه عمرو بن بكر السكسكي، كما عند ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٤٨)، وابن عساكر في "التاريخ" (٨/ ٤٠٤)، لكن عمرو بن بكر متروك. انظر: "تهذيب التهذيب" (٨/ ٧). * ومنها: ما أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (٤٧) رقم (٣٦) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤١/ ٢٩٢)، من طريق إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي، كلاهما عن بكر بن خُنَيسٍ عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ عن بعضِ أصحابِ النبيِّ ﷺ: قال: قيل: يا رسولَ اللهِ، من أحبُّ الناسِ إلى اللهِ؟، قال: "أنفعُهم للناسِ". وإسناده ضعيف: بكر بن خُنَيسٍ مختلَفٌ فيه؛ فوثقه بعضهم، وضعفه الأكثر، وتركه جماعة، وأفرط بعضهم فاتهمه، وأعدل الأقوال فيه -في نظري- ما ذهب إليه ابن عديٍّ، حيث قال: "وهو ممن يُكتَبُ حديثُه … ، وهو في نفسِه رجلٌ صالحٌ إلا أنَّ الصالحينَ شُبِّهَ عليهم الحديثُ، وربما حدَّثوا بالتوهُّم، وحديثُه في جملةِ حديثِ الضعفاءِ، وليس هو ممن يُحتَجُّ بحديثِهِ". "الكامل" (٢/ ٢٦). وانظر أيضًا: "تهذيب التهذيب" (١/ ٤٢٢).