والحديث كما يظهر قد اختُلِف على الجريري في سنده؛ فرواه أربعةٌ من أصحابه عنه عن أبي العلاء عن نعيم بن قعنب، وخالفهم ابن علية فرواه عنه عن أبي السليل عن نعيم. والجريري وإن كان قد اختلط، إلا أنَّ معمَرًا وعبدَ الوارث وشعبةَ وابنَ عليَّةَ كلُّهم سمعوا منه قبل اختلاطه. انظر: "التقييد والإيضاح" (٤٤٧). لكن رجح أبو زرعة وأبو حاتم رواية الجماعة عن الجريري عن أبي العلاء. انظر: "العلل" (ص: ٦٠٣/ المسألة: ٦٨٦). وعليه فالحديث رجاله رجال الشيخين، ما خلا نعيمَ بن قعنب، وهو مخضرم، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٤٧٧). وانظر: "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٤١٥). وتوثيق ابن حبان في هذه الحالة -وإن كان مما قد يقع فيه الخلل- فإنه يُستَأنسُ به، فقد ذكر أهل العلم أن المجهول من كبار التابعين أو أوساطهم إذا سلم خبره من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ احتُمِل حديثه وتلقي بحسن الظن، وإن كان الراوي المنفرد عنه من كبار الأثبات فهو أقوى لحاله. انظر: "ديوان الضعفاء" (٣٧٤)، و"الموقظة" (٧٩). فالظاهر أن حديثه مثله يمشَّى، ولا ينزل عن الحسن. والله أعلم بالصواب. * وأما حديث سمرة ﵁: فأخرجه البزار في "مسنده" (١٠/ ٣٨٦) رقم (٤٥١٨)، وابن حبان في "صحيحه"، كما في "الإحسان" (النكاح، باب معاشرة الزوجين) (٩/ ٤٨٥) رقم (٤١٧٨)، والطبراني في "الكبير" (٧/ ٢٩٤) رقم (٦٩٩٢)، و"الأوسط" (٨/ ٢٣١) رقم (٨٤٨٩)، والحاكم في "المستدرك" (البر والصلة) (٤/ ١٩٢) رقم (٧٣٣٣)؛ كلهم من طريق عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة ﵁ مرفوعًا: "إنما المرأةُ خلقت من ضلعٍ، إن تحرصْ على إقامتِها تكسرْها، وإن تستمتعْ بها تستمتعْ بها وفيها عوجٌ". وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الطلاق/ في مداراة النساء) (١٠/ ٢١٢) رقم (١٩٦١٥)، وأحمد في "مسنده" (٣٣/ ٢٨٣) رقم (٢٠٠٩٣)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (٢/ ٦٥٧) رقم (٤٧٠)، والحارث في "مسنده"، كما في "البغية" (١/ ٥٥٠) رقم (٤٩٦)؛ كلهم من طرق عن عوف عن رجلٍ قال: سمعت سمرة يخطب على منبر البصرة، وذكره. والمبهم في سنده هو أبو رجاء العطاردي، كما في طريقه الأول. وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين.