للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووقفتُ على أثرٍ عن ابنِ مسعودٍ مِنْ قولِهِ: أنه كان يُقرِئ الرجلَ الآية، ثم يقول: "لهي خيرٌ مما طَلَعتْ عليه الشمسُ وما على الأرض مِنْ شيءٍ"، حتى يقولَ ذلك في القرآن كله.

وفي لفظٍ أنه كان إذا علَّمَ الآيةَ قال: "خُذْها فلَهِيَ خيرٌ من الدنيا وما فيها".

أخرجهما ابنُ الضريس في "فضائل القرآن" (١).

وأولهما عند الطبراني في "معجمه الكبير" (٢)، وأبىِ عُبيد في "فضائل القرآن" (٣) بلفظ: كان يُقرئ القرآن فيمرُّ بالآية فيقول للرجل: "خُذْها فوَالله لَهِيَ خيرٌ مما على الأرض مِنْ شيءٍ".

وأورده بعضهم مُوهِمًا رفعه بلفظ: "آيةٌ مِنْ كتابِ الله خيرٌ مِنَ الدنيا وما فيها" (٤).


(١) "فضائل القرآن" لمحمد بن الضريس (ص ٤٧ رقم ٦١) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود به.
ورجال إسناده ثقات، وخَشيةُ تدليس أبي إسحاق السبيعي مَدفوعةٌ بأمرين:
١ - أنه من رواية شعبة عنه، وقد قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة .. وذكر منهم أبا إسحاق. "تعريف أهل التقديس" (ص ٥٩).
٢ - أنه من رواية أبي إسحاق عن أبي الأحوص -وهو: عَوف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمي- وقد قال شعبة قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان أبو الأحوص يحدثكم؟ قال: كان يسكبها علينا في المسجد، يقول: قال عبد الله. قال عبد الله. "العلل للإمام أحمد" (٣/ ٢٤٤ رقم ٥٠٧٦).
فهذا يدلُّ على أنه سمعَ منه الكثير، فهو ليس بحاجةٍ أنْ يُدلس عنه.
وأما اللفظُ الثاني فلم أجده فيما طُبع من "فضائل القرآن".
(٢) "المعجم الكبير" (٩/ ١٤٥ رقم ٨٦٦٣) بإسناده إلى شعبة أيضًا … به.
(٣) "فضائل القرآن" لأبي عبيد (ص ٥٢) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة، عن عبد الله به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٣/ ٣٦٦ رقم ٥٩٩٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٥/ ٤٨٨ رقم ٣٠٦٩٩) من طريق أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه بنحوه.
وسبق قبل قليل الكلام على هذا الإسناد.
(٤) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وقد روى أبو يعلى في مسنده (٥/ ٣٠٨ رقم ٢٩٣٢)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>