وقد خالفَ عبدَ الرحمنِ بنَ أبانَ الجماعةُ من أصحاب الليث، وهم: قتيبة، ويونس بن محمد المؤدِّب، وعليُّ بن غُراب؛ فلم يذكروا وصف الصحبة لأبي منصور. وعبد الرحمن بن أبان هذا لم أقف له على ترجمة، وليس هو ابن أبان بن عثمان بن عفان؛ فذاك من طبقة متقدمة عن طبقة الليث، فضلًا عن أن يكون قد روى عنه. ولا ريب أن الصواب رواية الجماعة الثقات عن الليث، وفيهم مثل قتيبة ويونس المؤدب. (١) "معرفة الصحابة" (٦/ ٣٠٢٨) رقم (٧٠٢١)، من طريق علي بن غراب عن الليث. وقد تقدم أنه أخرجه من طريقين آخرين من طريق الحسن بن سفيان. (٢) أبو العباسِ جعفرُ بنُ محمدِ بنِ المعتَزِّ المستَغفِريُّ النَّسَفيُّ. روى عن زاهرِ بن أحمدَ السَّرخْسِيِّ وإبراهيمَ بنِ لقمانَ وغيرهما، وحدَّثَ عنه أبو منصور السمعاني وآخَرون. كان فقيهًا فاضلًا، ومحدِّثًا مكثرًا، ولم يكن بما وراءَ النهرِ في عصرِه مثلَه. له كتاب "معرفة الصحابة" و"دلائل النبوة" و"تاريخ نسف" وغيرها. توفي سنةَ اثنتينِ وثلاثينَ وأربعمائةٍ. انظر: "الأنساب" (٥/ ٢٨٦)، "تذكرة الحفاظ" (٣/ ٢٠٠)، "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٥٦٤)، و"تاج التراجم في طبقات الحنفية" (١٤٧). * وروايته هذه من كتابه "معرفة الصحابة"، وهذا النقل عنه موجود في "الإصابة" (٦/ ٦٧٣)، والظاهر أن المصنف إنما نقل منه. وانظر أيضًا: "أسد الغابة" (٤/ ٧٣٤). (٣) يزيدُ بنُ أبي منصورٍ الأزديُّ، أبو رَوحٍ البصريُّ. روى عن أنسٍ وأبي رافعٍ ﵄، وروى عنه حميدٌ الطويلُ ويزيد بن أبي حبيب وغيرهما. ذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، وقال المستغفري: "قال بعضهم: له صحبةٌ. وفيه اختلافٌ"، وقال الحافظ: "وهم من ذكره في الصحابة". انظر: "التاريخ الكبير" (٨/ ٣٦٣)، "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٩١)، "الثقات" (٥/ ٥٤٨)، "أسد الغابة" (٤/ ٧٣٤)، "الإصابة" (٦/ ٦٧٣)، و"التقريب" (٦٠٥). (٤) أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (٤/ ٧٣٤) معلقًا، من طريق ابن وهب عن الليث به. وعزاه الحافظ في "التهذيب" (١/ ٣١٨) لأبي موسى في "الدلائل"، وقال: "هذا حديث معلول".