(٢) رواه أبو داود في سننه (رقم ١٥٢١)، والترمذي في جامعه (رقم ٤٠٦)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٩/ ١٦٠ رقم ١٠١٧٨)، وابن ماجه في سننه (رقم ١٣٩٥)، وابن حبان في صحيحه (٢/ ٣٨٩ رقم ٦٢٣)، والضياء المقدسي في "المختارة" (١/ ٨٢ - ٨٧ رقم ٧ - ١١)، وغيرهم كلهم من طرقٍ عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن علي بن ربيعة الأسدي، عن أسماء بن الحكم الفَزَاري قال: سمعتُ عليًّا ﵁ يقول: "كنتُ رجلًا إذا سمعتُ من رسول الله ﷺ حديثًا نَفَعَني الله منه بما شاء أنْ يَنْفعَني، وإذا حدَّثني أحدٌ من أصحابه اسْتَحْلَفْتُه؛ فإذا حَلَفَ لي صَدَّقْتُه، قال: وحدَّثني أبو بكر، وصَدَقَ أبو بكر ﵁ أنه قال: سمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يقول: "ما من عبدٍ يُذنِبُ ذنبًا فيُحِسُنُ الطّهور … " الحديث. وأسماءُ بن الحكمِ الفَزاريُّ، وقيل السُّلَمي أبو حسَّان الكوفي، قال البخاري: لم يُروَ عنه إلا هذا الحديث وحديثٌ آخر لم يُتابَع عليه، وقد روى أصحابُ النبي ﷺ بعضُهُم عن بعضٍ ولم يُحلِّفْ بعضُهُم بعضًا. "التاريخ الكبير" (٢/ ٥٤)، وقال العِجلي: كوفيٌّ تابعيٌّ ثقة. "الثقات" (١/ ٢٢٣ رقم ٨٤)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٥٩) وقال: يخطئ. ومع هذا فقد خرَّج حديثه في صحيحه (٢/ ٣٨٩ رقم ٦٢٣)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب" (٤٠٨). وقد اخُتُلِفَ في رَفع هذا الحديثِ ووَقْفِه؛ ويُنظر لذلك: "جامع الترمذي" (الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند التوبة بعد حديث ٤٠٦)، و (التفسير، باب ومن سورة آل عمران بعد حديث ٣٠٠٦)، و"علل الدارقطني" (١/ ١٧٦). والقدرُ المرفوعُ منه لا يُهِمُّنا هنا، وإنما الذي يُهِمُّنَا هو الاستحلافُ، وقد استَنْكَرَه البخاري، وحسَّنَ إسنادَه الترمذي، وصحَّحه ابنُ حبان، والضياءُ المقدسي، كما سبق، وقال ابن عدي: وهذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أنْ يكون صحيحًا. "الكامل" (١/ ٤٣١)، وقال المِزيُّ: قلت: ما ذكره البخاري ﵀ لا يَقدَحُ في صحةِ هذا الحديثِ ولا يُوجِبُ ضَعْفَه؛ أما كونه لم يُتابَعْ عليه، فليسَ شرطًا في صحةِ كلِّ حديثٍ صحيحٍ أنْ يكونَ لراويهِ مُتَابعٌ عليه … وأما ما أنكره من الاستحلاف، فليس فيه أنَّ كلَّ واحدٍ من الصحابةِ كان يَسْتَحْلِفُ من حدَّثَه عن النبي ﷺ، بل فيه =