كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

المُستَرسِلِ (١) حرامٌ" (٢). وسندُه ضعيفٌ جدًّا.

وهو عند أحمدَ والدَّارَقُطنيِّ في "الأفرادِ" (٣) بلفظِ: "ما زادَ التاجِرُ على المستَرسِلِ فهو رِبًا".

لكنْ في البابِ عن أنسٍ (٤)

(١) الاستِرسالُ: الاستِئناسُ والطُّمأنينةُ إلى الإنسانِ والثقةُ به فيما يحدِّثُه به، وأصلُه السُّكونُ والثباتُ، ومنه الحديثُ: "غبنُ المستَرسِلِ ربًا". انظر: "النهاية" (٢/ ٥٢٠).
وقال ابن رجب: "غبن المسترسل: الذي لا يعرف المماكسة". "جامع العلوم والحكم" (٣٢٩).
(٢) وأخرجه ابن عدي في "كامله" (٦/ ٣٤١)، ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" (البيوع، باب ما ورد في غبن المسترسل) (٥/ ٣٤٨)، وهو أيضًا عند أبي نعيم في "الحلية" (٥/ ١٨٧)؛ من طريق موسى بن عميرٍ عن مكحولٍ عن أبي أمامةَ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "من استرسلَ إلى مؤمنٍ فغبَنَه كان غبنُه ذلك ربًا".
وسنده -كما قال المصنف- ضعيفٌ جَدًّا:
فيه موسى بن عمير الأعمى، وهو متروك، وكذبه بعضهم. انظر: "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٣٢٥).
والحديث قال ابن طاهر: إنه "منكر". "ذخيرة الحفاظ" رقم (٥١٠٤).
(٣) لم أقف عليه في "مسند أحمد" ولا في "أطرافه" ولا في شيء من كتبه الأخرى، ولم أقف على أحد عزاه له غير المصنف.
وأما الدارقطني فأخرجه في "الأفراد"، كما في "الأطراف" (٥/ ١٨) رقم (٤٥٤١)، من طريق حماد ببن محمدٍ الواسطيِّ عن موسى بنِ إسماعيلَ الجَبُّلي عن فضالةَ بنِ حصينٍ الضبِّيِّ عن يونسَ بنِ عُبَيدٍ عن شُعيبِ بنِ الحبحابِ عن أبي غالبٍ عن أبي أمامة به.
وإسناده ضعيفٌ:
فيه فضالة بن حصين الضبي، قال البخاري وأبو حاتم: "مضطرب الحديث" "التاريخ الكبير" (٧/ ١٢٥)، و"الجرح" (٧/ ٧٨)، وقال الساجي: "صدوق فيه ضعف، وعنده مناكير" (اللسان ٦/ ٣٣١)، وقال ابن حبان: "يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم" "المجروحين" (٢/ ٢٠٦).
(٤) أخرج حديثه البيهقي في "الكبرى" (البيوع، باب ما ورد في غبن المسترسل) (٥/ ٣٤٩)، بلفظ: "غبن المسترسل ربًا".
ومداره على يعيش بن هشام القرقساني، ذكره الذهبي في "الميزان" (٤/ ٤٥٨)، وقال: "عن مالكٍ بخبرٍ موضوعٍ. ضعفه ابن عساكر".
وحديثاه عن أنس وعليٍّ أخرجهما الدارقطني في "غرائب مالك"، وقال: "هذا باطلٌ =