كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وللطبرانيِّ في "الأوسطِ" (١) عن عائشةَ مرفوعًا أيضًا في حديثٍ: "اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من الجوعِ ضَجِيعًا" (٢).

وأما الشِّقُّ الثاني: فأحاديثُ إطعامِ الجائعِ كثيرةٌ منتَشِرةٌ أُفرِدَت بالتأليفِ (٣):

كحديثِ: "أفشوا السلامَ، وأحسِنوا الكلامَ، وأطعِموا الطعامَ؛ تدخُلُوا الجنَّةَ بِسلامٍ" (٤).

= وفيه أيضًا كعب المدني -الراوي عن أبي هريرة-، وهو مجهول.
انظر: "تهذيب التهذيب" (٨/ ٣٩٦)، و"التقريب" (٤٦٢).
وقد يكون ذكر (كعب) في سنده وهمًا من الليث، فقد خالفه ابن عجلان وأبو معشر في ذكره.
لكن الطريقين الأولين للحديث صالحان للاعتبار، فيعضد أحدهما الآخر، ويرقى الحديث بهما إلى الحسن. والله أعلم.
(١) "المعجم الأوسط" (٧/ ١٧٣) رقم (٧١٩٦)، من طريق عبيدِ اللهِ بنِ تمامٍ عن سعيدٍ الجُرَيريِّ عن عبدِ اللهِ بنِ بُرَيدةَ عن عائشةَ ﵂.
(٢) وأخرجه أيضًا في "معجمه الصغير" (٢/ ١٢٤) رقم (٨٩٦)، وابن سمعون في "أماليه" (١٥٧) رقم (١١٩)؛ من طريق عبيد الله بن تمام به.
وسنده ضعيف:
عبيد الله بن تمام ضعيف الحديث، وضعفه بعضهم جدًّا. انظر: "اللسان" (٥/ ٣١٩).
والجريري اختلط، ولم يذكر عبيد الله بن تمام فيمن سمع منه قبل الاختلاط.
انظر: "تهذيب التهذيب" (٤/ ٦)، و"الكواكب النيرات" (١/ ١٧٨).
(٣) لم أقف على مصنفٍ خاصٍّ في هذا الباب، ولا حتى في الأدلة والفهارس، إلا أنَّ السخاويَّ أفرد بابًا في كتابه "الجواهر المجموعة" (٢٤١ - ٣٣٠) في "الصدقة وإطعام الطعام"، وذكر فيه هذه الأحاديث وغيرها.
(٤) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٢٣٥)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٩/ ٥٤٤) رقم (٣٦٩٩٤)، وأحمد في "المسند" (٣٩/ ٢٠١) رقم (٢٣٧٨٤)، وعبد بن حميد كما في "المنتخب من المسند" (١٧٩) رقم (٤٩٦)، والدارمي في "سننه" (الصلاة، باب فضل صلاة الليل) رقم (١٤٦٠)، والترمذي في "الجامع" (صفة القيامة والرقائق والورع، بابٌ) رقم (٢٤٨٥)، وابن ماجه في "سننه" (إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب ما جاء في قيام الليل) رقم (١٣٣٤)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٧٦) رقم (٧٢٧٧) وغيرهم؛ من طريق عن عوفِ بنِ أبي جميلَةَ الأعرابيِّ عن زُرارَةَ بنِ أوفى عن عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ ﵁ مرفوعًا: "أفشوا السلامَ، وأطعِموا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، =