والظاهر أن الحافظ؛ يعني: أنَّ اختلافَ المَتنَينِ يدلُّ على أنهما حديثانِ مختلفانِ لِصحابيينِ اثنينِ في واقِعَتَينِ متبايِنَتَينِ؛ فلا يُعَلُّ أحدُهما بالآخرِ. والله أعلم. وقد تقدم أن هذا الطريق الثاني لا يثبت أصلًا. (٢) يعني: البخاري في "التاريخ الكبير"، وقد تقدم تخريجهما. (٣) "التاريخ الكبير" (٥/ ٢٥)، من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه به. وأخرجه أيضًا المروزي في "الصلاة" (٢/ ٦٠٤) رقم (٦٤٣)، من طريق يعقوب بن إبراهيم به. ورجاله ثقات؛ رجال الشيخين. لكن قال أبو حاتم: "أخاف أن لا يكون محفوظًا، أخاف أن يكونَ: (صالح بن كيسانَ عن عبدِ اللهِ بنِ عبيدٍ) نفسِه بلا زُهرِيٍّ". "العلل" (١٣٢٤). * وجاء على وجهٍ رابع: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٤٣)، من طريق عمرانَ بنِ حُدَيرٍ عن بُدَيلِ بنِ مَيسَرَةَ عن عبدِ اللهِ بن عبيدٍ عن أبيه -قال بُدَيلٌ: ولم يسمعه منه- عن النبيِّ ﷺ به. وذكره أبو حاتم معلَّقًا في "العلل" (١٣٢٣)، وقال: "وحديثُ عمرانَ بنِ حُدَيرٍ أشبَهُ؛ لأنه بَيَّنَ عورَتَه". * وعلى وجهٍ خامسٍ: أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (٥٤) رقم (٥١)، من طريق جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد بن عمير به مرسلًا. وذكره معلقًا أبو حاتم في "العلل" (١٣٢٤)، وقال: "وقصَّرَ قومٌ مثلُ جريرِ بنِ حازمٍ وغيرِهِ؛ فقالوا: عن عبدِ اللهِ بنِ عبيدِ بنِ عميرٍ عن النبيِّ ﷺ". والحاصل: أن الحديث قد جاء عن عبيدِ بنِ عميرٍ على وجوهٍ مختلفةٍ، وأقواها الوجوهُ الثلاثةُ الأخيرةُ؛ فإما أن يرجَّحَ الوجهُ الرابعُ كما قال أبو حاتم -وهو الأولى-، أو يُعَلَّ الحديثُ بالاضطرابِ. (٤) في الأصل و"ز" و"م": (نخر)، والمثبت من "د"، وهو الموافق لما جاء في المصادر الأخرى. =